وهناك .... على أرض الوفاء تركن الذكريات , وتهتز اللقاءات طربا بلقاء الأحبة وعلى أعتابها تنساق القلوب حميمة ... وتعبر الأماني من بين نوافذها عبيرا تنساب منعه بين الثنايا والحنايا فتعطر سير الجميع فتستعد الليلة المقمرة أن تحيي مع المنتصف قدوم أمسيته...متألقة .... وينتظر الساهرون على أعتاب الذكريات أياما كانت تشد الناظرين الى طلتها البهية ...
هناك العناق بات ينتظر الشفاه... والى الجوار تستعد الآلام للرحيل ... ولن تتبقى الآلام في زوايا المكان... !!!
الحفل قادم قبل المنتصف , ومعه في وسط قرية الرمال التي انسابت ذهبية بين أصابع السمار والعمار , فباتت الحكايات أشعارا وأهازيج ممزوجة بكل عناوين الفرح ... واستقر الواقف عند أول تغريد... ينتظر دوره القادم مع فرقة الدبكة التي مازالت تنتظر الدخول الى ساحة وميدان الطرب..
بقيت الليلة تعلن عن نفسها ..تسطر اللحن الجميل , وتطوف بشمسها بين أطراف المكان , لتفيض بمزيد من الدلال والجمال , وتضيف همسات عشق تداعب خصلات من جمعوا أكفهم بين الواقفين , والجالسين على أنصاف أرجلهم تتطاول الرقاب وتعلو الفرحة فوق وجوههم الندية , وتظل الإشراقة عنوان الليلة تمتزج معها ببشائر الحب والحياة ... المكان أخذ على عاتقه أن يساهم وينسجم مع عشاق السمر فأعطى أوامره إلى السماء بأن تظل في مركزها بين القمر وأطراف أمواج البحر تعطر بمياهه الرمال فتضيف الى الجموع مزيدا من العبير المعطر بنسيم البحر فتزيد من عرى الحب والمحبة
استقرت الأعين على عشاق الزجل , فانقسم الجمع الى فريقين يطوف كل منهما ببعض السمات والصفات ويقوم الفريق الآخر برد ما يقول الآخر ....!!
فهذا يمدح والآخر يهجو وعند كل جولة جديدة كان يرتفع التصفيق والتهليل الزغاريد
ظلت الليلة على أعتاب فجرها معلنة رفضها اسدال الستار على النهاية ... حتى تعالت أصوات الفجر معلنة عن بدء يوم فرح جديد..

وأتمنى أن تظل أيامكم جميعها فرحا وسعادة..