بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكر الله

كثير منا يجري في مكانه
كثير منا يفقد الدافع لكي يسير الى ربنا
يريد رضاء ربه لكن لا يعرف ما هي الطريق لذلك
لكي يحفظك الله من الفتن والابتلاءات النفاق وعذاب القبر وعذاب النار
والله ان العلاج يبدأ من الشكر

حتى لا يحصل فتور وانتكاس وتردد

حتى لا يستحوذ علينا الشيطان ويوقعنا في المعاصي وينسينا ذكر الله وحتى ننتصر على الشيطان

قليل من يقوم بمقام شكر النعمة

من فضائل الشكر

1- الشكر هو الذي يجعلك لا تتحرك في مكانك
انظر لشكر قلبك ولسانك وجوارحك لربك
لو حاسس كم الله يصطفيك
ستشكر الله على النعمة( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )

كفران النعمة يعاقب بالعذاب الشديد

ستشعر كم انت مقصر مع الله عندما تشعر بنعم الله عليك


هذا عندما تستشعر ذنوبك وتعلم انك لا تستحق نعم الله عليك وتستشعر هذه النعم لتشكر الله عليها

تجد الله يوفقك للعبادات
- النعم تزيد بالشكر وتحفظ من الزوال بالشكر
قال الحسن البصري ان الله يمتع بالنعمة ما شاء فإن لم يشكر عليها قلبها عذاب

مثال على ذلك
مطلب الشخص ان يتزوج والفتاة ايضا ويبقوا يلحوا في الطلب
الزواح الزواج الزواج
وعندما تتزوج يكون هدفها ارضاء الزوج والزوج هدفه عدم النكد في بيته
بغض النظر عن ارضاء الله او لا
وهذا هو الذي استغل النعم ليعصي الله
اكبر مشاكل في البيوت تاتي من كفران النعم

مثال أخر
طالب هدفه هو النجاح
يا رب انجح انجح

لا يهمه ان يغش او يترك الفروض
وينسى ان يرضي الله

فكل ما يأتي بمعصية الله ينقلب نقمه على صاحبه


لذلك سمي الشكر ( الحافظ )

اشكر ربك على نعمته الحاضرة ياتيك ما في الغيب

2- جعل الله الشكر الشيء الوحيد الذي تتردد عليه النتيجة في الحال

حيث قال سبحانه وتعالى :

( يغفر لمن يشاء )
(فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء )
( يرزق من يشاء )
(بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء )
(يتوب الله على من يشاء )
( وسنجزي الشاكرين )
( ويجزي الله الشاكرين )
فالمغفرة والرزق والتوبة واستجابه الدعاء ان شاء الله
اما الشكر فلم يقل ان شاء فلو شكرت النتيجة ستكون في الحال

3- الشكر هو المتحرك الذاتي المتجدد

فلو تبت لله والتزمت وصليت وتصدقت وعملت الصالحات فإن طاقة التوبة في اول الأمر ستحفزك لهذا بعدها تفتر الطاقة عندك فالمحرك الوحيد لعدم الانتكاس والفتور هو الشكر

( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا )
اما ان تؤمن بالله وتسير في الطريق اليه لتدخل الجنة واما ان تكفر به ويكون مثواك النار
فقال شاكرا ولم يقل مؤمنا لانه سيسير في الطريق وتتوفر لديه الطاقة من يشكر الله فيتيسر له
قيام الليل و قراءة القرآن يكون عنده طاقة متجددة و يشعر بنعم الله عليه لذلك قيل ( هديناه السبيل )
وينقطع نشاطه بالجحود اولئك الذين يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها

4 - ان يرضى الله عنا

رضاي احلكم دار مقامتي
اذا بدك يرضى الله عنك ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر )
عندما تطيع الله لن تزيده شيئا وهو ليس محتاج لك
( الله غني عنكم )
ولكنه لا يريد الكفر لكم
( ولا يرضى لعباده الكفر )
(وإن تشكروا يرضه لكم )
يجب ان تكون كلمة الحمد لله في فمك دائما
وترضى عن الله من قلبك
( إن الله ليرضى عن العبد ان يأكل الأكله او يشرب الشربة ان يحمد الله عليها )
الله سبحانه وتعالى يرضى منك باليسير

5 - الشكر يولد حب الرحمن

النفوس مجبوله على حب من احسن اليها
لما انسان يعطيك هدايا دائما ويحسن اليك تحبه
وهكذا مع الله
يجب علينا ان نعدد النعم لنحب الله سبحانه وتعالى
{ احبوا الله لما يغذوكم من نعمة }

ا
6 - تحفظ من العذاب في الدنيا والآخرة وتعالح من النفاق

( إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد له نصيرا إلا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المومنين )

( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم وكان الله شاكرا عليما )
ان شكرتم لماذا يعذبكم
الله يتودد الى عباده
لماذا يعذبك ويعيشك في الضنك اذا شكرت الله
قدم الشكر على الايمان في ألآيه
ان شكرتم وءامنتم

الله سما نفسه الشاكر والشكور
فهو سبحانه وتعالى يشكر تقربك اليه

قال بعض الحكماء لو يعذب الله على معصيته لكان ينبغي الا يعصى
ليس ضروري ان يبتليك بالمرض حتى تشعر بالصحة ولا ان يبتليك بالفقر حتى تشعر بالغنى

هو ينعم علينا بالنعم وفي الأخر نسرقه ونتبتر عليه بالنعمه كالذي يضرب امه التي حملت به وربته
الموضوع شديد واشد منه عقوق الرب

7- الشكر يعالج من الانتكاس والفتور

( ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين )

الشكر هو العلاج لو شكرت ما راح تتردد في العبادة

8 - الشكر امان من كيد الشيطان

( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين )

الداء هو جحود النعمة والدواء هو الشكر عليها

9 - تريد ان تكون صفوة خلق الله في الأرض

( وقليل من عبادي الشكور )

لتتميز عند الله

فالشكر هو الاصل
- اذا سالت الله شيئا ولم يعطك
لما يحصل هذا

( أليس الله بأعلم بالشاكرين )
لو اعطاك الله ولم تشكر لكان عذابا لك
الله يبتلي العباد ليعرف الكفور من الشكور
( هذا من فضل ربي )

ما اعظم الشكر ام الصبر ؟

الشكر مع الغنى ام الصبر مع الفقر ؟؟
فيها اختلاف كبير
لكن الفقر الصبر عليه ضروري رغما عن صاحبه
اما الغنى الشكر عليه اختياري
تستطيع ان تعصي الله بالفلوس او تشكره وتحمده
الفقير يقول يا رب ارزقني
اذا رزقه الله نسي الشكر لان الغنى يطغي
قيل في الجواب
ليس الغني ولا الفقير انما الرضا عن الله

- وشكر الله هو اعظم منزله عند الله

حكم الشكر

( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون )

من لا يشكر يأثم لانه امر من الله

اوصى الله الانسان بأول وصية بعد ان يعقل ان يشكر الله والوالدين

وصية للمتزوجين وعندهم اولاد ان يربوا الاولاد على الشكر وان لا يحقووا لهم كل شيء في اللحظة حتى يعلم الطفل ان الله الذي يعطيه
علم اولادك ان يدعوا الله ان يعطي والدي المال حتى يعطيني ابي

( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لي ولوالديك إلي المصير )

الغاية من خلق الله للبشر للشكر

ما هو الشكر وكيف نكون شاكرين

الشكر ان تعترف بالاحسان وتثني على المحسن بما اوفاه لك بالمعروف اي ان تشعر بمن اعطاك وان تسدو اليه النعمة

ربك والدك شيخك اشكر من اعطاك وادعو له

الشكر يكون بثلاث امور

الشكر بالاعتراف بالنعم والتحدث بها وتصريفها في طاعة الله

ان تستشعر من قلبك انك عاجزا عن الشكر
ان قلت الحمد لله يجب ان تشكر عليها
اذن الله لك ان تحمده وتنطق اسمه
فجزأها ان تقول الحمد لله

محتاجين نعدد نعم الله علينا لكي نشكره عليها

نعمة الاسلام يجب ان تخدم الدين لتبين نعمة الاسلام عليك
( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )

عدد نعم الله عليك واستشعر بها

- الفرق بين شكر الله سبحانه وتعالى وشكر الناس

( لا يشكر الله من لا يشكر الناس )
شكر الله فيه ذل وخضوع اما شكر الناس مكافأة وان لم تستطع المكاقأة تدعو له في ظهر الغيب

في ناس لا تحب التحدت بنعمة الله من الحسد
يعني واحد اشترى سيارة وخايف من الحسد ولا يريد ان يتزوج او يخلف خوف من الحسد

( كل ذي نعمة محسود )
يجب ان تشعر بالنعم ولا تتحدث عنها كانك متميزعن الناس
حتى لا تحسد من الناس
لكن تريد ان تتعالى على الناس ولا تريد ان تشكر الله على نعمك
يجب ان نصبط الامر
بان لا تكتم النعمة اظهر نعمة الله عليك واشكره عليها

يجب ان تعلم ان ما ياتيك انه لا بحول لك ولا قوة حتى لا يشعر الأخرين انك مميز
فقل دائما انا لا استحق هذا الرزق واقسم بالله ولكن الله يعطي بلا استحقاق

اكثروا من ذكر هذه النعم فان ذكرها شكر
( وأما بنعمة ربك فحدث )

ان الله اذا انعم على عبد نعمة يحب ان يرى نعمته على عباده
( كلوا واشربوا وتصدقوا في غير محيلة ولا اسراف )
تصدق عن المولود بالعقيقة تصدق عن كل رزق رزقه الله لك ولا تنسب النعمة لك انسبها لله

الحاسد هو الرجل الخبيث
لا يخلوا جسد من حسد لكن المؤمن يخفيه ويقول
اسأل الله ان يعطيني اياها في طاعتة

اما اللئيم فيبديه
فيقول مثلا
( لماذا منّ الله على هؤلاء من بيننا)
ويظهر الحسد في كلامه


( ولا تتمنوا ما فضل الله بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب ممن اكتسبن )

في صيام يوم ويوم شكر لله شبعت يوم فصوم يوم شكر لله على الشبع

الاسلام يامرك ان تأكل وتشرب وتتزوج ولا ان تزهد في النعم ولا تتزوج او تموت جوعا

اخواني الكرام

اسأل الله ان يأخذ بايدينا ونواصينا اليه اخذ الكرام عليه
وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
وان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزدنا علما ينفعنا
انه ولي ذلك والقادر عليه

و استغفر الله العظيم لي ولكم

سأتم الموضوع لكم في المرة القادمة ان شاء الله
عن كيفيه التحدث بنعم الله سبحانه وتعالى علينا