مذكرتي السوداء..
تطالعني بحزن مغري..لقد اغلقتها منذ زمن
ولم اتجرأ على فتحها من جديد
صفحات تحتوي على عمري
سنيني..هواجسي..واحلامي..
كلها غلفت باللون الأسود..
غلاف مخملي ناعم..ولون يعبر عن صاحبة القلم
اصابع نازفة تمسك بقلمها الشوكي
فكم من ليال سهرت تنزف في على هذه الصفحات
الم قلبها..وجروح نفسها

مذكرتي السوداء..

لم علينا ان نفقد من نحب حتى نشعر بقيمتهم؟
لم علينا الدوران حول انفسنا ملايين المرات
ونظل بلا اجابة شافية لما يحيرنا..؟
هنا على هذه الصفحات..دوما اقرر استباق الألم
ابدأ بكتابة اسطر قليلة موجهة له..
حيث كان..اينما كان..
والغريب انني لم ابكِ..
فثمة حزن يصبح معه البكاء مبتذلا..
فكأننا نهين هذا الحزن بذرف الدموع عليه..

مذكرتي السوداء..


خذي سري..احتضنيه..ولا تشيعيه لاحد
حتى انا..
اريد النسيان..اريد ان القى به في احضانك وارحل..
لم يعد بوسعي البكاء..ولم اعد قادرة على تحمل اي الم
عانقي الحروف يا مذكرتي
لا تجعليها تلحق بي..
خذيها بعيداً..فلم يعد هذا القلب قادرا على تحمل المزيد..

غريب هو القدر..كيف يكتب قصصنا باستخفاف واضح..
والمؤلم اننا لا نعلم ما يحمله لنا قدرنا..
فقط نتلقى ونتجرع كل ما يلقيه في هذا الجوف المتشقق
من صدمات ورغبات لا تتحقق..

ليتني لم اعرفه يوما
مذكرتي..اتستطيعين اخذه بعيدا
فأتفرغ لمحاولة ان اولد من جديد..
وابدا ابجدياتي واولى كلماتي دون وجوده
اريد ان اخذ انفاسي بلا ان اشعر به مع كل نفس
اريد اغماض عيني دون ان يسكن خلف جفوني
اريد ان امسك قلمي ولا اكتب اسمه..

اه يا مذكرتي..

كل حقيقة اكتشفتها
جعلتني على يقين..ان في ما نجهله جمالية..
تفوق فرحتنا بمعرفة الحقيقة..

مذكرتي..

ارهقتكِ بهمومي..
ساترك صفحاتك حتى تهدا من ثورتي
واعود لاستبق المي بعد لحظات
فاخط كل مايجول في هذا القلب
قلب سيبقى حبه بعيدا جداً....