مسافر إليك ياوطن
الوطن بمساحته الجغرافية,وبحدوده الوطنية والقومية,وبمعالمه الأثرية,وبأبجديته العربية,وبمنزلته الدينية السمحاء الأصلية,وبفكر مفكريه,وبسواعد عماله,وكدح كادحيه,وبكلّ من يعيش فيه.
الوطن هو التراث والحاضر والمستقبل,مَنْ أحبّه أحبّ الناس,ومن أحبّ الناس أحبّ الله,ومن أحبّ الله سار على هدىً في التعمير والبناء,وعمل بما لديه من قدرة فكرية وعملية في التعايش الإنساني الخلاّق المبدع لإفادة الآخرين من أبناء الوطن,فالقائد مسؤول,وعلى الرعية محبّة القائد,وكلُّ مسؤولٍ مسؤول عما كلّف به,ولكل مواطن دوره في بناء الوطن مهما كان مستواه وقدرته وثقافته,ومن يقصّر أو يهمل أو يخرّب في عملية بناء الوطن,فهو ليس بمواطن صالح ومفيد.‏
قال أحد الفلاسفة (فطرة الرجل معجونة بحبّ الوطن)وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (عمّر الله البلدان بحبّ الأوطان)أريد وطناً يعيش فيه الرجال,ونساء مدرسة للأخلاق في تربية النشء للمستقبل,أرغب أن أرى وطني مميّزاً لأفتخر به,أسمع الغناء الأصيل كي أطهّر النفس من عقدة اليأس والخمول,ويساعد على الانشراح نحو التجديد والتطلع,أحارب الهبوط والتدني,أكافح من أجل جيل الشباب,ومن حقّ المرأة بالحياة الفاضلة,أردّد كلام الشيوخ في الحكمة والتجربة,أناقش وأجادل من أجل معرفة الحقيقة والسمو,أسهر وأقرأ من أجل المعرفة,أقترح بما عرفت,أناضل من أجل لقمة العيش,وأقاوم دفاعاً عن الحقوق لأمنع الاعتداء,أقول أمام القضاء احكموا بالعدل,وللمحامي احترم القوانين في التطبيق وكنْ مسلّحاً بالفهم ورجولة الموقف والمروءة والعطاء,فالوطن لايكبر إلا بأهله وبإنجازات أهله يكبر الوطن,عندي محبّة للعروبة والوطن,فالعروبة تذكّرني بكرم حاتم,وبعفة عنتر,وبصنّاجة العرب الأعشى,وبدهاء المغيرة,وباستقامة الصديق وبعدل عمر,وصدقات عثمان,ورأي وفقه وشجاعة عليّ,وإقدام خالد,وانتصار سعد ودار الحكمة للمأمون,وقضاء شريح,وبحكمة وقيادة الدكتور بشار الأسد لذلك فالوطن يشجعني أن أعتزّ بهؤلاء لأنهم من هذا الوطن,فأنا مسافر إليك ياوطن.‏
</FONT>