كاثرين آشتون: معاناة غزة لا تجعل إسرائيل أكثر أمنا





كاثرين اشتون: معاناة غزه لا تجعل اسرائيل اكثر امنا Gaza-hisar


الخميس 17/6/2010

* الصليب الأحمر: حصار إسرائيل لغزة انتهاك للقانون الدولي *


لندن – بي بي سي - "حسبما نعلم فإن تسعة اشخاص قتلوا في المياه الدولية قبالة سواحل غزة في ظروف تتطلب تحقيقا"، بهذه الكلمات ابتدرت كاثرين آشتون الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي مقالها على صفحات التايمز الصادرة صباح الاثنين.
وتقول آشتون في مقال بعنوان "معاناة غزة لا تجعل إسرائيل أكثر أمنا" إن "هذا يجب أن يكون تحقيقا يثق فيه الإسرائيليون والفلسطينيون وقبل ذلك الأتراك".
وتضيف الكاتبة "يجب أن يكون (التحقيق) موثوقا فيه ودقيقا وغير متحيز، يجب أن نعلم ما الذي حدث بالضبط صباح 31 أيار".
وترى آشتون أن من الضروري كذلك "أن نذكر أنفسنا لماذا أتجه الأسطول (قافلة الحرية) إلى غزة في المقام الأول".

الدقيق وليس المكرونة



وتقول الكاتبة إنها شهدت قبل ثلاثة أشهر الأوضاع في غزة، عندما سمح لأول وفد من السياسيين منذ أكثر من عام بالإطلاع على الأوضاع هناك.
وتضيف "الناس (أهل غزة) الذين يعيشون جوار واحدة من أكثر الدول تطورا، ينقلون البضائع مستخدمين الخيول".
وتبدي الكاتبة تعجبها من قائمة السلع التي يسمح لأهل غزة باستيرادها والتي تشمل "الفواكه الطازجة وليست المعلبة أو المجففة، والدقيق ولكن ليس المكرونة حتى وقت قريب".
وتواصل آشتون قائلة "تتفاخر إسرائيل بحق بنظام تعليمي جيد وجامعات مصنفة عالميا، لكن إلى جوارها يحرم العديد من الأطفال التعليم الأساسي".

سؤال وإجابة


وتتساءل الكاتبة "لماذا؟" قبل أن تجيب على نفسها "لأن الصراع أدى إلى تدمير العديد من مباني المدارس، وحرم الحصار غزة من الطوب الاسمنت الذي تحتاجه لإعادة بنائها".
وتخلص إلى أن الحصار "يؤذي عامة الناس، يعيق إعادة البناء ويغذي التطرف".
تقول آشتون إن من حق إسرائيل "ضمان أمن مواطنيها، وقد ظلت تطالب بحق بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط"، وهو الجندي المحتجز في غزة منذ ربيع عام 2006.
لكنها تستدرك قائلة "غير أن الحصار ليس فعالا تماما، فالعديد من السلع تهرب عبر الأنفاق غير القانونية بما فيها الصواريخ التي تستخدم لاستهداف إسرائيل".
وتضيف "السلع (المهربة) غير مخصصة للمحتاجين، بل لأصحاب الأموال والنفوذ".
وترى آشتون أن عامة الناس الذين "يحرمون" من فرصة العيش حياة طبيعية يصيرون أكثر استياء.

سؤالين الان



وتقول الكاتبة إن هناك سؤالين يبرزان هنا: "كيف يمكن أن نحسن الحياة اليومية لأهل غزة؟ وكيف يمكن أن نعزز أمن سكان إسرائيل؟".
وتضيف أن هذين السؤالين يجب أن يجاب عليهما معا "لأن أي محاولة للإجابة عليهما منفصلين ستبوء بالفشل".
وتقول آشتون "لهذا السبب أسعى لإعادة فتح المعابر إلى غزة بصورة دائمة من إجل الإغاثة الإنسانية والسلع التجارية وعبور المدنيين من وإلى غزة".

..الصليب الأحمر: حصار إسرائيل لغزة انتهاك للقانون الدولي



من جهتها، دعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اسرائيل الى رفع الحصار الذي تضربه على قطاع غزة، وقالت المنظمة في تقرير شديد اللهجة ان الحصار انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، قائلة ان افتقار مستشفيات غزة الى التجهيزات الضرورية وانقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الماء الصالح للشرب عقاب جماعي لمدنيي غزة.
كما اتهم الصليب الاحمر حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بخرق القانون الدولي هي الاخرى، وذلك بمنع المنظمة من الوصول الى الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز لديها منذ 4 سنوات.
وحثت المنظمة حركة حماس لى السماح لعائلة شاليط بالاتصال به بشكل منتظم تمشيا مع القانون الدولي.
وقالت اللجنة إن الغارة الإسرائيلية على قافلة المعونات البحرية لغزة قبل اسبوعين والتي قتل فيها تسعة ناشطين اتراك مؤيدين للفلسطينيين سلطت الضوء على المشكلات الحادة التي تواجه سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة بسبب الحصار المفروض منذ عام 2007.
وأضافت أنهم يواجهون بطالة وفقرا وحربا ورعاية صحية " متدنية بشكل قياسي." وقالت اللجنة في بيانها إن "كل سكان غزة المدنيين يعاقبون على اعمال غير مسؤولين عنها. ومن ثم فان هذا الاغلاق يمثل عقابا جماعيا تم فرضه في خرق واضح لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الإنساني الدولي."
وقالت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان تلك اول مرة تقول فيها اللجنة الدولية للصليب الاحمر صراحة ان حصار إسرائيل يمثل خرقا للقانون الإنساني الدولي الذي تضمنته اتفاقيات جنيف.وتحظر اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والتي صدقت عليها إسرائيل العقاب الجماعي للسكان المدنيين.
وذكرت اللجنة أن إسرائيل مخولة بفرض قيود على المواد العسكرية لاسباب امنية مشروعة ولكن مدى الاغلاق غير متناسب حيث يغطي اشياء تمثل ضرورة اساسية.
وقالت بياتريس ميجيفاند روجو رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الاحمر للشرق الاوسط "نحث إسرائيل على انهاء هذا الاغلاق وندعو كل من له تأثير على الوضع بما في ذلك حماس بذل قصارى جهدهم لمساعدة سكان غزة المدنيين."
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن حماس رفضت باستمرار طلباتها بالسماح لمسؤوليها بزيارة شاليط في المعتقل.
وطبقا للقانون الإنساني الدولي المتعارف عليه يتعين على من يحتجزون اشخاصا السماح لهم باتصالات عائلية في حين تشترط اتفاقيات جنيف معاملتهم بشكل إنساني.
وذكرت اللجنة الدولية أنه "يتعين على اسرائيل ضمان تلبيه الاحتياجات الاساسية لسكان غزة بما في ذلك الرعاية الصحية الكافية وذلك بموجب القانون الانساني الدولي."وقالت إن الحصار الذي على وشك ان يدخل عامه الرابع "يقضي على اي احتمال حقيقي بحدوث تنمية اقتصادية."
واضافت اللجنة التي لها 100 موظف في غزة ان الدول ملزمة بالسماح وبتسهيل المرور السريع دون اعاقة لكل امدادات ومعدات وافراد الاغاثة.
وقالت أنه "يتعين على السلطات الفلسطينية، بذل كل شيء في نطاق سلطتها لتوفير الرعاية الصحية الملائمة وتوفير الكهرباء والحفاظ على البنية الاساسية لسكان غزة."
وأضاف البيان أن احتياطيات الوقود في غزة والمهمة لاستمرار تشغيل المولدات الكهربائية بالمستشفيات خلال الانقطاع اليومي للكهرباء تواصل النفاد.وقال إن مخزونات الامدادات الطبية الاساسية منخفضة بشكل قياسي بسبب توقف في التعاون بين السلطات في رام الله وغزة.
وقالت ايلين دالي منسقة الصحة باللجنة الدولية للصليب الاحمر إن "حالة نظام الرعاية الصحية في غزة لم يكن اسوأ من ذلك اطلاقا ، يجري تسييس الصحة..هذا هو السبب الاساسي في انهيار النظام."
واضافت اللجنة أن 60 في المئة فقط من سكان غزة مرتبطون بشبكة للصرف الصحي واعربت اللجنة عن قلقها من عدم صلاحية مياه الشرب في معظم انحاء غزة للاستهلاك الادمي.