غولية المرشقة!
د.أحمد سعد
" من زمان ومدة هالقمر ما بان" رحبت بعادل المخيمر، ابو يزن، وزوجته، اللذين جاءانا للمشاركة في فرح تأهيل كريمتنا. وعلاقتنا مع دار المخيمر تمتد جذورها الى ما قبل مأساة النكبة، من ايام الجدود قبل ان نولد عادل وانا. فجد عادل مسعود المخيمر استغل مغاور واسعة تقع قرب نبع "بئر المغير" ويرتوي من مياهه اهالي وطرش البروة وشعب. فتح في المغارتين" ورشة صناعية" لتبييض الاواني النحاسية وتحضير الكلس للقصارة ولاهداف اخرى. طلق طائش اردى زوجة مسعود قتيلة فتزوج بعد ختمة الاربعين يوما، وخلفت زوجته والد عادل واخته حفيظة، وانشغل مسعود وابنته حفيظة في الورشة واشتهر كأفضل "مبيض" في الجليل وافضل كلاس في المنطقة. ولعل لشظف العيش وصعوبة الحياة اثرهما حتى في اختيار الاسماء، وخاصة للصبايا، فاسماء عصر الانترنيت والعولمة الثقافية تشهد منافسة على الاسماء المختزلة الموسيقية الرنانة مثل:" لما" و"لنا" و"رشا" و"سوسو" و"فوفو" التي تختلف عن اسماء عهد الحراثة والدرس والرعاية حيث كان الاسم يملأ الفم كأنه دبشة صوانية او عين بقرة او شجرة برية فتجد التغزل باسماء شيخة وحفيظة وحنيفة وزليخة وسريسة وجوهرة وغزالة....
والمكياج وادوات الزينة والشلبنة التي تحول القردة الى غزالة والى من حرمت من مسحة الجمال الى آية الحسن والجمال، هذه الادوات لم يكن لها وجود بعد، و"الكحل" كان الاحتكار الاساسي للشلبنة مع قلائد الورد ومشتقاتها من بعض العطور. والله لا يوقع أي انسان ضحية وعلكة في ألسن اهالي بلدنا. نشروا عرض حفيظة المخيمر على الشوكة، فغبرة الورشة قد ألبست وجه ورأس حفيظة منظرا اصطناعيا يصعب التعرف عليها، فشعرها مثل البلانة، مكنفش، ومن الصعوبة معرفة اللون الحقيقي لبشرة جسمها ولون عينيها. وذمة اهالي بلدنا الواسعة جعلتهم يحيكون الاساطير والقصص حول حفيظة لقبوها بـ "غولية المرشقة" وانها في الليل تتحول الى وحش انيابه مفترسة، حتى ان ثوار البلد من مقاومي الانجليز والصهاينة صاروا يتجنبون العبور من قدام المرشقة تحسبا من جنون ومخاطر الغولية. قطعت الخامسة والعشرين من عمرها ولم يلكشها احد او يتقدم طالبا يدها. خاف والدها ان تعنس ويفوتها القطار، تحدث في الموضوع مع صديقه جدي محمود الشيخة وكانا يتسامران حول موقدة النار امام المغارة. حملت لهما حفيظة غلاية القهوة وكعكا اصفر هي تحضره. بُهر جدي بجمالها الخلاب، بعينيها اللتين يحتار الانسان ان كانتا زرقاوين او خضراوين او خليطا من اللونين، وانها ليست غبية، عصامية تعلمت بواسطة والدها فك الحرف واخذت تطالع الكتب الدينية والدنيوية.
وبدون طيلة سيرة تحدث جدي في الموضوع مع ابن اخته علي العايشة، غضب في البداية، ولكن بعد ان سهر ووالدتها وجدي في مغارة دار مخيمر، اخذ علي يتحدث عن اقرب موعد للفرح بعد ان قرأ الجميع سورة الفاتحة. ويوم صف سحجة العريس عض شباب البلد على اصابعهم كيف كانوا عميان البصر والبصيرة ولم ينتبهوا الى الملاك الذي صوروه غولية شيطانية. بعد ان اعدنا مع ابي يزن هذه القصة المحببة الى قلوبنا، فتحنا سيرة الاعراس والافراح التي اصبحت اكثر رواجا من قصة "ابريق الزيت" قد ما صارت مكلفة وضريبة الدخل صارت ارحم من ضريبة الاعراس والمبالغة التي كثيرا ما تدخل الهم والغم الى القلوب واصبح الكثير من القلوب "معمّلة" من مصائبها رغم ان ربنا يهنئ جميع الناس ويجعل الافراح زاهرة دائما في بيوتكم. عادل المخيمر طلع ذكي مثل جده وعنده مركز للحواسيب. قال هنالك ظاهرة في مجتمعنا سيئة جدا تعكس تخلف الوعي الثقافي. صحيح جدا انه "كيفما تعامل تعامل"، ان كنت اجتماعيا وتشارك الناس في افراحهم واتراحهم "وعلى قد فراشك مد رجليك" فالناس يعاملونك بالمثل. الظاهرة السيئة هي "الوجهنة"، "التحلس والتملس" للاغنياء والمسؤولين من ارباب العمل ورؤساء السلطات المحلية ونواب الكنيست وغيرهم، الواحد من هؤلاء الانتهازيين يعتقد لوعيه الجاهل ان اسهم قيمته ترتفع اجتماعيا اذا توجهن لمن يعتقد انهم مرتبة عليا، فتجده يا دوب يوفر اللقمة لاهل بيته ويكمل الشهر بدون شيكات طاجة ولكنه يستدين مبالغ من المال حتى يكون نقوطه "يرفع الرأس" ويقتل حاله ويزرب عرقه وعرق زوجته حتى "يبيض وجهه" في حلبة الرقص وحتى يرضى عنه المسؤول بفتات من مائدة صلاحياته .... وظيفة او واسطة او غير ذلك. اما عند الفقير الذي كرامته لا تقدر بمال، فان الانتهازي يجرجر نفسه للمشاركة وعادة وحده حتى "لا يتهم" بانه يحط من قيمته ان يشارك هو وزوجته في زج من يعتبره "تجمع المتعوس مع خائب الرجا" ظاهرة تحتاج الى محاربتها ودفنها، فما رأيك يا صديقي؟ قلت "الناس مش بالمظاهر، الكرامة مثل الحق والعدالة والحرية والسيادة تؤخذ ولا تعطى، وغولية المرشقة دفنت حقيقتها جميع التسويفات التضليلية التي تخلط بين انسانية الانسانية وهمجية الوحش البشري. وغولية المرشقة، حفيظة المخيمر صبرت ونالت على قد نيتها، واخالها كانت تردد بعد زواجها من الشاب الثائر علي بطل المقاومة ضد الانجليز والصهاينة، كانت تردد دائما اغنية " الكافي زين فين يا علي"، والدنيا ان خليت بليت.
والمكياج وادوات الزينة والشلبنة التي تحول القردة الى غزالة والى من حرمت من مسحة الجمال الى آية الحسن والجمال، هذه الادوات لم يكن لها وجود بعد، و"الكحل" كان الاحتكار الاساسي للشلبنة مع قلائد الورد ومشتقاتها من بعض العطور. والله لا يوقع أي انسان ضحية وعلكة في ألسن اهالي بلدنا. نشروا عرض حفيظة المخيمر على الشوكة، فغبرة الورشة قد ألبست وجه ورأس حفيظة منظرا اصطناعيا يصعب التعرف عليها، فشعرها مثل البلانة، مكنفش، ومن الصعوبة معرفة اللون الحقيقي لبشرة جسمها ولون عينيها. وذمة اهالي بلدنا الواسعة جعلتهم يحيكون الاساطير والقصص حول حفيظة لقبوها بـ "غولية المرشقة" وانها في الليل تتحول الى وحش انيابه مفترسة، حتى ان ثوار البلد من مقاومي الانجليز والصهاينة صاروا يتجنبون العبور من قدام المرشقة تحسبا من جنون ومخاطر الغولية. قطعت الخامسة والعشرين من عمرها ولم يلكشها احد او يتقدم طالبا يدها. خاف والدها ان تعنس ويفوتها القطار، تحدث في الموضوع مع صديقه جدي محمود الشيخة وكانا يتسامران حول موقدة النار امام المغارة. حملت لهما حفيظة غلاية القهوة وكعكا اصفر هي تحضره. بُهر جدي بجمالها الخلاب، بعينيها اللتين يحتار الانسان ان كانتا زرقاوين او خضراوين او خليطا من اللونين، وانها ليست غبية، عصامية تعلمت بواسطة والدها فك الحرف واخذت تطالع الكتب الدينية والدنيوية.
وبدون طيلة سيرة تحدث جدي في الموضوع مع ابن اخته علي العايشة، غضب في البداية، ولكن بعد ان سهر ووالدتها وجدي في مغارة دار مخيمر، اخذ علي يتحدث عن اقرب موعد للفرح بعد ان قرأ الجميع سورة الفاتحة. ويوم صف سحجة العريس عض شباب البلد على اصابعهم كيف كانوا عميان البصر والبصيرة ولم ينتبهوا الى الملاك الذي صوروه غولية شيطانية. بعد ان اعدنا مع ابي يزن هذه القصة المحببة الى قلوبنا، فتحنا سيرة الاعراس والافراح التي اصبحت اكثر رواجا من قصة "ابريق الزيت" قد ما صارت مكلفة وضريبة الدخل صارت ارحم من ضريبة الاعراس والمبالغة التي كثيرا ما تدخل الهم والغم الى القلوب واصبح الكثير من القلوب "معمّلة" من مصائبها رغم ان ربنا يهنئ جميع الناس ويجعل الافراح زاهرة دائما في بيوتكم. عادل المخيمر طلع ذكي مثل جده وعنده مركز للحواسيب. قال هنالك ظاهرة في مجتمعنا سيئة جدا تعكس تخلف الوعي الثقافي. صحيح جدا انه "كيفما تعامل تعامل"، ان كنت اجتماعيا وتشارك الناس في افراحهم واتراحهم "وعلى قد فراشك مد رجليك" فالناس يعاملونك بالمثل. الظاهرة السيئة هي "الوجهنة"، "التحلس والتملس" للاغنياء والمسؤولين من ارباب العمل ورؤساء السلطات المحلية ونواب الكنيست وغيرهم، الواحد من هؤلاء الانتهازيين يعتقد لوعيه الجاهل ان اسهم قيمته ترتفع اجتماعيا اذا توجهن لمن يعتقد انهم مرتبة عليا، فتجده يا دوب يوفر اللقمة لاهل بيته ويكمل الشهر بدون شيكات طاجة ولكنه يستدين مبالغ من المال حتى يكون نقوطه "يرفع الرأس" ويقتل حاله ويزرب عرقه وعرق زوجته حتى "يبيض وجهه" في حلبة الرقص وحتى يرضى عنه المسؤول بفتات من مائدة صلاحياته .... وظيفة او واسطة او غير ذلك. اما عند الفقير الذي كرامته لا تقدر بمال، فان الانتهازي يجرجر نفسه للمشاركة وعادة وحده حتى "لا يتهم" بانه يحط من قيمته ان يشارك هو وزوجته في زج من يعتبره "تجمع المتعوس مع خائب الرجا" ظاهرة تحتاج الى محاربتها ودفنها، فما رأيك يا صديقي؟ قلت "الناس مش بالمظاهر، الكرامة مثل الحق والعدالة والحرية والسيادة تؤخذ ولا تعطى، وغولية المرشقة دفنت حقيقتها جميع التسويفات التضليلية التي تخلط بين انسانية الانسانية وهمجية الوحش البشري. وغولية المرشقة، حفيظة المخيمر صبرت ونالت على قد نيتها، واخالها كانت تردد بعد زواجها من الشاب الثائر علي بطل المقاومة ضد الانجليز والصهاينة، كانت تردد دائما اغنية " الكافي زين فين يا علي"، والدنيا ان خليت بليت.