زين االشبااب ......اانت ...اادخل.. 189290
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


زين
الشباب هو الشباب المسلم



من هو الشاب المسلم؟




الشباب المسلم
هو الذي يسمو بنفسه إلى أن يكون مسلماً حقاً* فيقرأ القرآن المجيد بروية* ويجيل فكره في آياته الزاهرة* حتى يتملأ حكمه البالغة* ومواعظه الرائعة* قال -تعالى-: ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ).
************




والشاب المسلم
هو الذي يؤمن بالله من الشرك أو ما يشابه الشرك* فيعتقد من صميم قلبه أن الله وحده هو المتصرف في الكون* فلا مانع ولا ضار إلا هو* وبهذه العقيدة السليمة يحمي نفسه من أن تلابسها مزاعم مزرية* ويصغر في عينه كل جبار* ويهون عليه احتمال المصاعب* واقتحام الأخطار في سبيل الجهاد في الإصلاح والدعوة إلى الحق.
************



والشاب المسلم
هو الذي يدرس سيرة رسول صلى الله عليه وسلم دراية يرى بها رأى العين أن تلك المكانة البالغة المنتهي من الحكمة وقوة البصيرة* والنهوض بجلائل الأعمال المختلفة الغايات* مكانة لا يدركها بشر ليس برسول وإن بلغ في العبقرية الذروة القصوى* وأنفق في السعي إليها مئات من الأعوام أو الأحقاب.
************




والشاب المسلم
يستجيب لله فيما شرعه من عبادات تقربه إليه زلفى* كالصلوات الخمس بقلب حاضر* ويؤديها ولو بمحضر طائفة لم تذق حلاوة الإيمان* فتنظر إلى المستقيمين بتهكم وسخرية* وضعفاء الإيمان من شبابنا لا يقومون إلى الصلاة في مجالس الملاحدة وأشباه الملاحدة من المترفين يخافون أن يسخروا منهم أو تزدريهم أعينهم.
************



والشاب المسلم
يعتز بدين الله* فيدافع عنه بالطرق المنطقية* ويرمي بشواهد حكمته في وجه المهاجم له* أو ملقي الشبه حوله* وإن كان ذا سلطان واسع وكلمة نافذة* وضعفاء الإيمان من شبابنا تتضاءل نفوسهم أمام أولئك الطغاة* ويقابلون تهجمهم على الدين بالصمت* وربما بلغ بهم ضعف العقيدة أن يجاروهم فيما يقولون* وسيعلم الذين يشترون رضا المخلوق بغضب الخالق أي منقلب ينقلبون.
************



والشاب المسلم
يذكر في كل حين أن أمد عمره غير معروف* ويتوقع انقطاعه في كل يوم* فتجده حريصاً على أن لا تمر ساعة من ساعات حياته دون أن يكسب فيها علماً نافعاً أو عملاً صالحاً.
إذا مـا مضى يوم ولم أصطنع يداً * ولم أكتسب علماً فما ذاك من عمري
************


والشاب المسلم
إذا وكل إليه عمل أقبل عليه بنصح* وتولاه بأمانة* ذلك بأنه يشعر بأن الرجال إنما يتفاضلون على قدر إتقانهم للأعمال* ويشعر بأنه مسئول عما ائتمن عليه بين يدي من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
************



والشاب المسلم
ينظر بنور الله* فلا يسارع إلى تقليد المخالفين* ومحاكاتهم في عاداتهم وأساليب مدنيتهم وإن لم تقم على رعاية مصلحة* وضعفاء الإيمان يحرصون على أن يقلدوهم في كل شيء ولو خالف آداب الشريعة* كمن يمسك السكين باليمين عند الأكل والشوكة بالشمال* ويتناول بها الطعام مخالفاً لآداب الشريعة الغراء.
************



والشاب المسلم
يؤمن بأن النظم الإسلامية الاقتصادية أرقى نظم يسعد بها البشر* ويدركون بها حياة مطمئنة آمنة* فمن يعتقد أن الربا مثلاً من الوسائل التي تتسع بها الثروة وينتقل بها الناس من فقر إلى غنى* فقد وقف بهذا الرأي محارباً لله ورسوله* ولا يزيده ما يرتكبه في تحريف نصوص الشريعة عن مواضعها إلا ضلالاً.
************



والشاب المسلم
لا يجعل أحكام الشريعة تابعة لهواه وشهواته* فيأخذ في تأويل نصوص الشريعة والتلاعب بقواعدها حتى يزعم أنها موافقة لهواه* كمن يحاول أن يكون لسفور النساء وتبرجهن واختلاطهن بالرجال غير محظور شرعاً* يزعم هذا لينظر إلى بنات المسلمين وأزواجهن بملء عينيه* أو يتصل بهم دون أن يسمع كلمة إنكار.
************



والشاب المسلم
لا يسعى لمجالسة الجاحدين إلا أن تدعوه إلى ذلك ضرورة* فإن علامة حياة القلب بالإيمان تألمه من سماع كلمة تهكم أو طعن في الدين* وقد دل التاريخ والمشاهدة أن الزنادقة إن لم يطعنوا في الدين أو يتهكموا بالمؤمنين صراحة لم يلبثوا أن يطعنوا فيه أو يتهكموا به رمزاً وكناية* ثم إن الملحد أيها الشاب المسلم لا تجد فيه خلقه وفاء* ولا في مودته صفاء* إلا أن تسير سيرته* وتحمل بين جنبيك سريرته.
************



والشاب المسلم
يمثل سماحة الإسلام* وفضله في تهذيب النفوس* وأخذها بأرقى الآداب* فإذا جمع بينه وبين المخالفين المسالمين عمل لمصلحة وطنية* عاشرهم برفق وإنصاف* وإذا دارت بينه وبينهم محاورة في علم أو دين اكتفى بتقرير الحقائق* وإقامة الحجة* وطهر لسانه أو قلمه من الكلمات الجافية* وأخفى ما قد يقع في نفسه من غيظ* والتجملُ بالأناة وحسن السمت* ولين القول قد يجاذب النفوس الجامحة عن الحق* ويخطو بها الخطوة الأولى إلى التدبر في الحجة.
************



والشاب المسلم
يعمل ليرضي ربه* ولا يحفل بأن تكون له وجاهة عند رجال الدولة* فإذا وجد أمامه أمرين أحدهما يرضي الخالق* وثانيهما يقربه من ذوي السلطان درجة اختار أولهما* فإن آثر رضا السلطان على رضا الله* فليتفقد مقر إيمانه* فعساه أن يهتدي إلى المرض الذي طرأ على قلبه* فليلتمس له دواء ناجعاً* وإنما دواؤه الناجع أن يعلم أن الله يمنعه من ذوي السلطان* وأن ذوي السلطان لا يمنعونه من الله.
************



والشاب المسلم
قد تقتضي عليه ظروف خاصة بأن يسكت عن بعض ما هو حق* ولكنه إذا تكلم لا يقول إلا الحق.



والشاب المسلم
لا يزن الناس في مقام التفاضل بما يزنهم به العامة من نحو المال أو المنصب* وإنما يزنهم بما يزنهم به القرآن المجيد والعقل السليم من ورائه* أعني العلم النافع والسيرة النقية الطاهرة* كما قال -تعالى-: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ).
************



والشاب المسلم
يكسب المال ليسد حاجات الحياة* ويحيط نفسه بسياج من العفاف والكرامة* ويأبى أشد الإباء أن يسعى له من طريق الملق وإراقة ماء الوجه* والذي يبذل ماء محياه ولا يبالي أن يقف موقف الهوان* هو الشخص الذي فقد أدب التوكل على الخالق جل شأنه* وزهد في ثوب العزة الذي ألبسه إياه بقوله (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).
************



والشاب المسلم
لا يرفع رأسه كبراً وتعاظماً على الطيبين من الناس* وإن كان أغزر منهم علماً* وأعلى منصباً* وأكثر مالاً* وأوسع جاهاً* وإنما الكبر والتعاظم مظهر قذارة في النفس توحي إلى أن من ورائها نقائص أراد صاحبها أن يوريها عن أعين الناس بهذه الكبرياء.
************



والشاب المسلم
يرفع رأسه عزة على من يعدون تواضعه خسة في النفس أو بلاهة في العقل* حتى يريهم أن الإيمان الصادق لا يلتقي بالذلة في نفس واحدة.
************



والشاب المسلم
إذا رأى منكراً يفعل نهى عنه* وإذا رأى معروفاً يترك أمر به* ولا يقول كما يقول فاقدوا الغيرة على الإصلاح: ذلك شأن رجال الدين يعنون أرباب العمائم الخاصة* والدين لم يقصر واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طائفة تسمى رجال الدين بل أوجب الأمر بالمعروف على كل من عرف أنه معروف* وأوجب النهي عن المنكر على كل من عرف أنه منكر. لا فرق بين الشاب والشيخ والمتعمم وحاسر الرأس.
************



سادتي:
هذه كلمة سقنا فيها مثلاً من السيرة التي تجب أن يكون عليها شباب الإسلام* وإذا هم نحروها رشداً* وثقنا بأن لنا أمة تستطيع أن تقف أمام كل قوة وهي على ثقة بأن تجد من الله ولياً نصيراً.