وصية إلى ابنتي





أبنيتي ذاب الفؤاد محبة
أنت العيون بهن يحلو المنظر
أنت الهوى، أنت الوداد ومهجتي
أنت الأمان إليه دوما أبحر
إني نصحت وقد جعلت نصيحتي
قلبا يرفرف، بالصراحة يُسفر
توحيد ربك غاية ما مثلها
شيء ينير القلب نورا يغمر
ثم التمسك بالرسول ونهجه
من سار في درب الهدي لا يخسر
وعليك بالتقوى فتلك وسيلة
لرضى الإله وتستزيد وتكثر
أوصيك بالزوج الكريم عناية
كوني له زوجا تصون وتعمر
وخذيه في بحر الحنان وقدمي
عطفا يحوط بالسعادة يُضْفَر
لا تتركيه على الشدائد وحده
كوني له عونا يغيث وينصر
لا تزعجيه إذا أوى لفراشه
تعبا يروم النوم أو يستشعر
ودعي له بحر السكون بصمته
يرسو به حتى يريح المهجر
وطعامه وشرابه لا تهملي
وعليك حق ثوبه والمظهر
وتعهدي الدار التي ضمتكما
روضا بكل سعادة تتفجر
أبنيتي سأقول قولا صارما
يرضي القليل ومن سيغضب أكثر
إياك "والمُودات" إن لهيبها
نار على قتل الأصالة أقدر
قد زينوا للبنت كل رذيلة
خيرا، ونادوا يارجال فحرروا
ودعوا النساء سوافرا في حلبة
نابُ الذئاب سلاحها والأظفر
وتخادعوا حين ادعوا في كذبهم
أن النساء يعشن عيشا يقهر
هذي النساء وقد تكشف سوقها
والنهد والفخذ الشهي وأصدرُ
باتت رقيقا في حياة خلاعة
تُشترى وتهتك بالنقود فتخسر
إن يرغبوا إعلان برّاد لهم
أو مطعم أو سمنة تتطفر
أو صندل أو نعل أنثى تافه
أو جورب ألوانه تتعصفر
جاؤوا بها عريانة مغناجة
تبدي لهم من عريها أو تستر
وكأنها تبغي السفاح وترتجي
وغدا له في العهر باع أكبر
هذي الحضارة يافتاة؟! ألا استحي
جسد يباع وباسم فن يفجر!