بـــــــــسمة
قصة غريبة وعجيبة
.
.
الحمار العاشق
....
.
قال المتوكل لمضحكه ابي العنبس
الصيمري وكان قد انشده قصيدة طريفة في رثاء حماره مستفسراً عن سبب
موته، وما كان من شعره في الرؤيا التي رآها.
قال الصيمري متظاهراً بالحزن على موت حماره: نعم يا أمير المؤمنين، كان
أعقل من القضاة، ولم يكن له جريرة ولا زلة، فاعتل علة على غفلة فمات منها،
فرأيته فيما يرى النائم
فقلت له، يا حماري ألم ابرد لك الماء، وانقل لك الشعير، واحسن اليك جهدي؟
فلم مت على غفلة؟ وما خبرك؟
قال: نعم، لما كان في اليوم الذي وقفت على فلان الصيدلاني تكلمه في كذا
وكذا، مرّت بي أتان حسناء = أنثى الحمار =، فرأيتها فأخذت بمجامع قلبي، فعشقتها واشتد
وجدي بها، فمت كمداً متأسفاً.
فقلت له: يا حماري، فهل قلت في ذلك شعراً؟
قال: نعم، وأنشدني:
هام قلبي بأتان عند باب الصيدلاني
تيمتني يوم رحنا***بثناياها الحسان
وبخدين أسيلي***كلون الشنفراني
فيها مت ولو عشتُ*** إذن طال هواني
قال: قلت يا حمار، فما الشنفراني؟ فقال: هذا من غريب الحمير =هذه لغة الحمير لا يفهمها =إلا الذي مثل الحمار
فطرب المتوكل وأمر الملهين والمغنين ان يغنوا في ذلك اليوم بشعر الحمار،
وفرح في ذلك اليوم فرحاً شديداً، وسر سروراً لم ير مثله.

الحمار العاشق---قصة غريبة وعجيبة 224101_203744159665082_184273798278785_513552_7104336_s