الفرق بين العتابا والميجانا
__________________
[size=16]هآنا هنا كي أستمتع معك
في هذه الكلمات الرائعة
التي فاحت منها رائحة المكان
وها هو نبضي يشارك نبضك
وينهل عذب شعرك[/size]
كل لحظة تجمعنا اليوم قد لا تتكرر غدا
فلنبقي الحب والأخوة ... رباط ود
لا يقطعه قولٌ قاسٍ أو ظن سيء أو استهتار جارح...
06-11-
العتابا -كلمة مأخوذة من العتاب وهذه مشتقة بدورها من العتب الذي هو الموجِدَة، وعتب عليه يعتب عتْباً، وعتاباً، وتعتاباً، ومعتباً ومعتبة: لامه وخاطبه مخاطبة الإدلال طالباً حسن مراجعته ومذكراً بما كرهه منه ....
بنية العتابا : يتركب دور العتابا من بيتين، أو من أربعة أشطر على أن تكون الأشطر الثلاثة الأولى على قافية مجنّسة أي " تتضمن جناساً"، ( والجناس هو اتفاق لفظتين في النطق واختلافهما في المعنى )، وعلى أن ينتهي الشطر الرابع بالباء الساكنة المسبوقة بالألف أو الفتحة، ةهذا هو الغالب، أو بالألف.وفيما يلي نموذج من النوعين :
يا سمرا ليش عا قلبي ما تلفي ---- بعدك عيشتي صارت متلفة
صبح فينا متل شمس ومتل فيّ ---منركض ما حدا بيلحق حدا
ويقول بلبل الكورة :
ضروري تلحقي الشاعر بعصرو --- قبل ما ينوصل صبحو بعصرو
حلى العنقود واللذة بعصرو ---أنا غير هيك ما بحب العنب
وللموضوع شرح كبير ومفصل ...
أما الميجنا :
تعددت الروايات والاختلاف بلغ أشده في المصدر الذي جاءت منه لفظة ميجنا أو " الميجانا "، أهي مأخوذة من كلمة ياما جانا أي ( ما أكثر ما جاءنا أو أصابنا ) كما يقول مارون عبود، أم هي عبارة عن ( يا ماجنة ) أيتها العابثة المستهترة المحبة للمزاح والدعابة ) . كما يذهب لحد خاطر ...إلخ ...
بنية الميجانا :
تبدأ بمطلع أو كسرة حسب التعبير الشعبي، وهو عبارة عن بيت شعري صدره شعري أي شطره الأول : ( يا ميجنا يا ميجنا يا ميجنا ) وعجزه، أي شطره الثاني، جملة تامة بمعناها ومستقلة استقلالاً تاماً في هذاالمعنى عما بعده، على أن ينتهي بالمقطع الصوتي " نا " وعلى أن يتركب من اثني عشر مقطعاً صوتياً كما يتركب الدر ، وفيما يلي نوذج منه :
يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا ------- اعطيني عيونك تَ نسل سيوفنا
الفرق بين العتابا والميجانا :
1-لا مطلع في العتابا أما مطلع الميجانا، فإنه بيت شعري مؤلف من شطرين، أولهما مركب من
" يا ميجنا " مكررة ثلاث مرات، والشطر الثاني مؤلف من جملة مستقلة في المعنى ومنتهية بكلمة آخرها " نا "وهي مركبة من اثني عشر مقطعاُ صوتياً وغالباً ما تبدأ العتابا ب: كسرة : ميجنا فيقال ( اكسر ميجنا وكفن عتابا ) .
2-إن الدور أو البيت في العتابا ينتهي بباء ساكنة وهذا هو الغالب، أو بألف مقصورة أو ممدودى، في حين ينتهي دور الميجانا بكلمة آخرها ،( نا ) وذلك للعودة إلى قافية المطلع .
3- إن العتابا تستوجب تجنيس القوافي، في حين أن الميجانا لا تستوجبه رغم أن الشائع اليوم هو نظمها مع الجناس .
4- إن العتابا تنظم على أربعة أبحر:
المتناهي ( وفيه ثمانية عشر مقطعاً صوتياً )
والسريع ( وفيه عشرون مقطعاً صوتياً )
والبسيط ( وفيه اثنان وعشرون مقطعاً صوتيا )
واليعقوبي ( وفيه أريعة ةعشرون مقطعاً صوتياً )
أما الميجنا فلا تنظم إلا على البحر اليعقوبي .
نماذج من الميجنا :
لأنطوان السرعلي :
يا ميجنا يا ميجنا يا ميجنا --- مرقت قبالي الورد حيّا وانحنى
مركب حبابي موج هالأزرق عبر --- وياما عيوني بعدهم ذرفت عبر
وقلبي تعلم منجفا حبابي عبر --- هنّي نسوني ليش ما بنسى أنا
نموذج من العتابا :
مارون كرم:
حبيبي الكان مالك كل حبي ---بكرم محبتو ما جنيت حبه
وشو ما صار رح بيضل حبي --- بعدو تحرم علي الحباب
الميجــانا...تعتبر الميجانا توأم العتابا وهما صنوان يكادان لا يفترقان ، لا تذكر هذه الا وتذكر تلك فتذكر العتابا في كسرة الميجانا أي اللازمة ، كأن نقول : " حلوة العتابا بوجود حبابنا" و "حلوة العتابا مع بيوت الميجانا" و "غنوا عتابا واكسرولها ميجانا" وهكذا. تغنّى في اجتماع أو في سهرة كتمهيد يهدف إلى تشجيع مغنّ خجول ومساعدته في التغلّب على خجله ليندفع بعد ذلك يغنّي العتابا. يروح الجمهور يردّد :
"يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا ضحكت حجار الدار لفيوا حبابنا "
مرتين أو أكثر حتى يتغلّب المغنّي على وهلة الشروع في الغناء ، فيروح رافعاً عقيرته بالغناء . وقد يتنافس اثنان أو أكثر في المحاورة ، ويكون دور الجمهور في التصفيق وإظهار الاستحسان للأحسن منهما .
تحتل الميجانا مكانة مرموقة في الغناء الشعبي الشامي واللبناني على وجه الخصوص فيصدح بها الشعراء ويرددها العامة في كل مناسبة وفرح وسمر وأنس ولا يخلو منها مجلس غناء أو فنّ إلا وكانت كتوأمها نجمة الليلة .
في أصل اللفظة
كثرت التأويلات التي تناولت لفظة "ميجانا" حتى كادت الأمور تختلط علينا وقد رصدنا التفسيرات التالية :
يا ما جانا - ما أكثر ما أصابنا ؛
يا ماجنة - من المجون بمعنى أيتها العابثة المستهترة ؛
يا ما جنى - ما أكثر ما ظلم ؛
ميجانة - متحوّلة من مرجانة ؛
ميجانا وعتابا - بنتان لأمير كانتا تتغّنيان بمواضيع عاطفية ؛
ميجنا - من الأصل السامي "نجن" ويفيد معنى العزف على آلة طرب ويقابله في العربية ثلاثي "نغم" القريب منه لفظاً ومعنىً مع استبدال طفيف حصل بين النون والميم ؛ أما "منجنة" فتفيد معنى نغمة ؛
الميجنة - وهي في اللغة مدقّـة القصّار هو مبيّض الثياب . وقد كان القصّارون يتغنّون بهذا النـّوع من الغناء عند دقّهم الثياب في الغسيل على توقيع مدقتهم التي هي الميجنة .
وزن الميجانا وبنيتها
لا تأتي الميجانا إلا على "البحر اليعقوبي" المؤلّف كما تقدّم من اثني عشر مقطعاً صوتياً ، وهو المقابل لبحر "الرجز" (في أبحر الأرجاز بحرٌ يسهلُ ، مستفعلن مستفعلن مستفعلن) ذلك أن لفظة ميجانا مكرّرة ثلاث مرات تحتوي على اثني عشر مقطعاً صوتياً . في الميجانا أربع شطرات ، الثلاث الأولى مجنّسة بجناس تام كالعتابا كما تقدّم ، أمّا الرابعة فتنتهي بنون وألف (نـْشالله يكونوا سامعين حبابنا ) إن شاء الله ! ليس هنالك ما يلزم تجنيس القوافي في الميجانا على الصعيد البديعي ، رغم أن الشائع اليوم هو نظمها مجنّسة بجناس تام ؛ أما إذا لم تكن مجنّسة فتسمّى عندنا "حرّاثية" لأنها درجت على لسان الحرّاثين بلا محسّن لفظي من أي نوع .
يا رعى الله الزمان اللي مضى
كنا فيه نعيش بسرور ورضى
يا دهر ليش كويتنا بجمر الغضى
وأبعدت أخوان الصفا من بيننا
الميجانا مؤنث أما العتابا فمذكّر ففي العتابا غزل رجولي وحماسة وعتب وفراقيّات أما الميجانا فليس فيها العنترية لا بالقول ولا باللهجة وهي لذلك فتاة رقيقة وغادة حسناء في لحنها وفي موضوعها كفتاة رائعة الجمال كان يحبّها شاب ويتغزل بها .
وهذه أمثلة من الميجانا :
الأسمر إجا قلو لقلبي مشِ مشي
ولحقو مثل شي طير طاير مش مشي
من كرم خدّو قطفت حبة مشمشة
قال لي ألف صحتين مأكول الهنا
مركب حبابي موج هالأزرق عبر
وياما عيوني بعدهم ذرفت عبر
وقلبي تعلّم من جفا حبابي عبر
هني نسوني ليش ما بنسى أنا
من علّمك من وج ولفك تنفري
حتى الدمع من مقل عيني تنفرِ
كانت عظامي بسيف لحظك تنفري
وقابل كنت بقساوتك يا ماجنة
وغرّد يا بلبل عا زتون بلادنا ...
يتّضح مما تقدّم أنّ هنالك فروقاً بين العتابا والميجانا أمكن تلخيصها بما يلي :
أ. لا مطلع في العتابا ولا لازمة بينما للميجانا لازمة مكوّنة من جملة مستقلّة معنىً وآخرها نــا ، مكوّنة من اثني عشر مقطعاً صوتياً كما تقدّم ؛ وغالبـاً ما تبدأ العتـابا بكسرة ميجانا أما العكس فغير موجود ؛
ب. بيت العتــابا ينتهي بألف أو بباء ساكنة ، بينما ينتهي بيت العتابا بكلمة آخرها نـا ؛
ج. في العتــابا يأتي الجناس وجوباً في حين أنه في الميجانا يأتي جوازاً وإن شاع التجنيس غالباً ؛
د. تنظم العتــابا على أربعة أبحر كما تقدّم هي السريع والبسيط والمتناهي واليعقوبي بينما لا تنظم الميجانا الا على البحر اليعقوبي ذي الإثنتي عشرة نبرة صوتيّة ؛
هـ . في العتـابا عنترية وفخر وحماسة وعتب ، بينما في الميجانا على وجه العموم غزل رقيق . في العتابا يقول الشاعر "عاشرت الديب حتى الديب جوّا" أو " ونحن عالديب عم يسطي حملنا " ، بينما في الميجانا يقول "ضلي إغمزيني بالعتم بقشع أنا" أو "ضحكت حجار الدار لفيوا حبابنا " أو شيء من هذا القبيل
العتابا -كلمة مأخوذة من العتاب وهذه مشتقة بدورها من العتب الذي هو الموجِدَة، وعتب عليه يعتب عتْباً، وعتاباً، وتعتاباً، ومعتباً ومعتبة: لامه وخاطبه مخاطبة الإدلال طالباً حسن مراجعته ومذكراً بما كرهه منه ....
بنية العتابا : يتركب دور العتابا من بيتين، أو من أربعة أشطر على أن تكون الأشطر الثلاثة الأولى على قافية مجنّسة أي " تتضمن جناساً"، ( والجناس هو اتفاق لفظتين في النطق واختلافهما في المعنى )، وعلى أن ينتهي الشطر الرابع بالباء الساكنة المسبوقة بالألف أو الفتحة، ةهذا هو الغالب، أو بالألف.وفيما يلي نموذج من النوعين :
يا سمرا ليش عا قلبي ما تلفي ---- بعدك عيشتي صارت متلفة
صبح فينا متل شمس ومتل فيّ ---منركض ما حدا بيلحق حدا
ويقول بلبل الكورة :
ضروري تلحقي الشاعر بعصرو --- قبل ما ينوصل صبحو بعصرو
حلى العنقود واللذة بعصرو ---أنا غير هيك ما بحب العنب
وللموضوع شرح كبير ومفصل ...
أما الميجنا :
تعددت الروايات والاختلاف بلغ أشده في المصدر الذي جاءت منه لفظة ميجنا أو " الميجانا "، أهي مأخوذة من كلمة ياما جانا أي ( ما أكثر ما جاءنا أو أصابنا ) كما يقول مارون عبود، أم هي عبارة عن ( يا ماجنة ) أيتها العابثة المستهترة المحبة للمزاح والدعابة ) . كما يذهب لحد خاطر ...إلخ ...
بنية الميجانا :
تبدأ بمطلع أو كسرة حسب التعبير الشعبي، وهو عبارة عن بيت شعري صدره شعري أي شطره الأول : ( يا ميجنا يا ميجنا يا ميجنا ) وعجزه، أي شطره الثاني، جملة تامة بمعناها ومستقلة استقلالاً تاماً في هذاالمعنى عما بعده، على أن ينتهي بالمقطع الصوتي " نا " وعلى أن يتركب من اثني عشر مقطعاً صوتياً كما يتركب الدر ، وفيما يلي نوذج منه :
يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا ------- اعطيني عيونك تَ نسل سيوفنا
الفرق بين العتابا والميجانا :
1-لا مطلع في العتابا أما مطلع الميجانا، فإنه بيت شعري مؤلف من شطرين، أولهما مركب من
" يا ميجنا " مكررة ثلاث مرات، والشطر الثاني مؤلف من جملة مستقلة في المعنى ومنتهية بكلمة آخرها " نا "وهي مركبة من اثني عشر مقطعاُ صوتياً وغالباً ما تبدأ العتابا ب: كسرة : ميجنا فيقال ( اكسر ميجنا وكفن عتابا ) .
2-إن الدور أو البيت في العتابا ينتهي بباء ساكنة وهذا هو الغالب، أو بألف مقصورة أو ممدودى، في حين ينتهي دور الميجانا بكلمة آخرها ،( نا ) وذلك للعودة إلى قافية المطلع .
3- إن العتابا تستوجب تجنيس القوافي، في حين أن الميجانا لا تستوجبه رغم أن الشائع اليوم هو نظمها مع الجناس .
4- إن العتابا تنظم على أربعة أبحر:
المتناهي ( وفيه ثمانية عشر مقطعاً صوتياً )
والسريع ( وفيه عشرون مقطعاً صوتياً )
والبسيط ( وفيه اثنان وعشرون مقطعاً صوتيا )
واليعقوبي ( وفيه أريعة ةعشرون مقطعاً صوتياً )
أما الميجنا فلا تنظم إلا على البحر اليعقوبي .
نماذج من الميجنا :
لأنطوان السرعلي :
يا ميجنا يا ميجنا يا ميجنا --- مرقت قبالي الورد حيّا وانحنى
مركب حبابي موج هالأزرق عبر --- وياما عيوني بعدهم ذرفت عبر
وقلبي تعلم منجفا حبابي عبر --- هنّي نسوني ليش ما بنسى أنا
نموذج من العتابا :
مارون كرم:
حبيبي الكان مالك كل حبي ---بكرم محبتو ما جنيت حبه
وشو ما صار رح بيضل حبي --- بعدو تحرم علي الحباب
الميجــانا...تعتبر الميجانا توأم العتابا وهما صنوان يكادان لا يفترقان ، لا تذكر هذه الا وتذكر تلك فتذكر العتابا في كسرة الميجانا أي اللازمة ، كأن نقول : " حلوة العتابا بوجود حبابنا" و "حلوة العتابا مع بيوت الميجانا" و "غنوا عتابا واكسرولها ميجانا" وهكذا. تغنّى في اجتماع أو في سهرة كتمهيد يهدف إلى تشجيع مغنّ خجول ومساعدته في التغلّب على خجله ليندفع بعد ذلك يغنّي العتابا. يروح الجمهور يردّد :
"يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا ضحكت حجار الدار لفيوا حبابنا "
مرتين أو أكثر حتى يتغلّب المغنّي على وهلة الشروع في الغناء ، فيروح رافعاً عقيرته بالغناء . وقد يتنافس اثنان أو أكثر في المحاورة ، ويكون دور الجمهور في التصفيق وإظهار الاستحسان للأحسن منهما .
تحتل الميجانا مكانة مرموقة في الغناء الشعبي الشامي واللبناني على وجه الخصوص فيصدح بها الشعراء ويرددها العامة في كل مناسبة وفرح وسمر وأنس ولا يخلو منها مجلس غناء أو فنّ إلا وكانت كتوأمها نجمة الليلة .
في أصل اللفظة
كثرت التأويلات التي تناولت لفظة "ميجانا" حتى كادت الأمور تختلط علينا وقد رصدنا التفسيرات التالية :
يا ما جانا - ما أكثر ما أصابنا ؛
يا ماجنة - من المجون بمعنى أيتها العابثة المستهترة ؛
يا ما جنى - ما أكثر ما ظلم ؛
ميجانة - متحوّلة من مرجانة ؛
ميجانا وعتابا - بنتان لأمير كانتا تتغّنيان بمواضيع عاطفية ؛
ميجنا - من الأصل السامي "نجن" ويفيد معنى العزف على آلة طرب ويقابله في العربية ثلاثي "نغم" القريب منه لفظاً ومعنىً مع استبدال طفيف حصل بين النون والميم ؛ أما "منجنة" فتفيد معنى نغمة ؛
الميجنة - وهي في اللغة مدقّـة القصّار هو مبيّض الثياب . وقد كان القصّارون يتغنّون بهذا النـّوع من الغناء عند دقّهم الثياب في الغسيل على توقيع مدقتهم التي هي الميجنة .
وزن الميجانا وبنيتها
لا تأتي الميجانا إلا على "البحر اليعقوبي" المؤلّف كما تقدّم من اثني عشر مقطعاً صوتياً ، وهو المقابل لبحر "الرجز" (في أبحر الأرجاز بحرٌ يسهلُ ، مستفعلن مستفعلن مستفعلن) ذلك أن لفظة ميجانا مكرّرة ثلاث مرات تحتوي على اثني عشر مقطعاً صوتياً . في الميجانا أربع شطرات ، الثلاث الأولى مجنّسة بجناس تام كالعتابا كما تقدّم ، أمّا الرابعة فتنتهي بنون وألف (نـْشالله يكونوا سامعين حبابنا ) إن شاء الله ! ليس هنالك ما يلزم تجنيس القوافي في الميجانا على الصعيد البديعي ، رغم أن الشائع اليوم هو نظمها مجنّسة بجناس تام ؛ أما إذا لم تكن مجنّسة فتسمّى عندنا "حرّاثية" لأنها درجت على لسان الحرّاثين بلا محسّن لفظي من أي نوع .
يا رعى الله الزمان اللي مضى
كنا فيه نعيش بسرور ورضى
يا دهر ليش كويتنا بجمر الغضى
وأبعدت أخوان الصفا من بيننا
الميجانا مؤنث أما العتابا فمذكّر ففي العتابا غزل رجولي وحماسة وعتب وفراقيّات أما الميجانا فليس فيها العنترية لا بالقول ولا باللهجة وهي لذلك فتاة رقيقة وغادة حسناء في لحنها وفي موضوعها كفتاة رائعة الجمال كان يحبّها شاب ويتغزل بها .
وهذه أمثلة من الميجانا :
الأسمر إجا قلو لقلبي مشِ مشي
ولحقو مثل شي طير طاير مش مشي
من كرم خدّو قطفت حبة مشمشة
قال لي ألف صحتين مأكول الهنا
مركب حبابي موج هالأزرق عبر
وياما عيوني بعدهم ذرفت عبر
وقلبي تعلّم من جفا حبابي عبر
هني نسوني ليش ما بنسى أنا
من علّمك من وج ولفك تنفري
حتى الدمع من مقل عيني تنفرِ
كانت عظامي بسيف لحظك تنفري
وقابل كنت بقساوتك يا ماجنة
وغرّد يا بلبل عا زتون بلادنا ...
يتّضح مما تقدّم أنّ هنالك فروقاً بين العتابا والميجانا أمكن تلخيصها بما يلي :
أ. لا مطلع في العتابا ولا لازمة بينما للميجانا لازمة مكوّنة من جملة مستقلّة معنىً وآخرها نــا ، مكوّنة من اثني عشر مقطعاً صوتياً كما تقدّم ؛ وغالبـاً ما تبدأ العتـابا بكسرة ميجانا أما العكس فغير موجود ؛
ب. بيت العتــابا ينتهي بألف أو بباء ساكنة ، بينما ينتهي بيت العتابا بكلمة آخرها نـا ؛
ج. في العتــابا يأتي الجناس وجوباً في حين أنه في الميجانا يأتي جوازاً وإن شاع التجنيس غالباً ؛
د. تنظم العتــابا على أربعة أبحر كما تقدّم هي السريع والبسيط والمتناهي واليعقوبي بينما لا تنظم الميجانا الا على البحر اليعقوبي ذي الإثنتي عشرة نبرة صوتيّة ؛
هـ . في العتـابا عنترية وفخر وحماسة وعتب ، بينما في الميجانا على وجه العموم غزل رقيق . في العتابا يقول الشاعر "عاشرت الديب حتى الديب جوّا" أو " ونحن عالديب عم يسطي حملنا " ، بينما في الميجانا يقول "ضلي إغمزيني بالعتم بقشع أنا" أو "ضحكت حجار الدار لفيوا حبابنا " أو شيء من هذا القبيل
__________________
[size=16]هآنا هنا كي أستمتع معك
في هذه الكلمات الرائعة
التي فاحت منها رائحة المكان
وها هو نبضي يشارك نبضك
وينهل عذب شعرك[/size]
كل لحظة تجمعنا اليوم قد لا تتكرر غدا
فلنبقي الحب والأخوة ... رباط ود
لا يقطعه قولٌ قاسٍ أو ظن سيء أو استهتار جارح...