الوحدة الكفاحية مطلب الساعة
الاتحاد
الأحد 13/6/2010
تتزايد يومًا بعد يوم التهديدات السلطوية والشعبية على الجماهير العربية، على شرعية وجودها وحراكها السياسي، خاصة بعد مشاركة وفد من الجماهير العربية على متن أسطول الحرية. وكما يحدث دائمًا، تثور ثائرة المؤسسة الحاكمة وأذرعها المختلفة حين تلعب الجماهير العربية وممثلوها أي دور سياسي، من موقعها هنا ك في قضية الشعب العربي الفلسطيني.
لقد حذرنا مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة من الزحف الفاشي في إسرائيل، وحذرنا من أنّ هذا الزحف يسعى إلى الإجهاز على كل من يغرّد خارج سرب الإجماع الصهيوني. وها نحن، اليوم، قاب قوسين أو أدنى من الانزلاق الفاشي النهائي، ومن أبرز بوادره تواطؤ أجهزة القضاء والأكاديميا والإعلام مع تصعيد حملة نزع شرعية الجماهير العربية والقوى التقدّمية الحقيقية في المجتمع الإسرائيلي.
إنّ التطوّرات الأخيرة تكشف، فيما تكشف، زيف بعض الحركات والجهات التي تعتبر نفسها "يسارية" في إسرائيل، والتي لا تجرؤ على تسمية الأشياء باسمائها الحقيقية، ولا تنفك تتملق الإجماع القومي وتساير المناخ الفاشي. وهذا ليس جديدًا، فقد أثبت كل المنعطفات التاريخية أنّ ما يسمى "اليسار الصهيوني" هو أول من يلجأ إلى "موقدة القبيلة"؛ هذا ما حدث بعد "كامب ديفيد" 2000 وحرب لبنان عام 2006 والعدوان على غزة عام 2008-2009. وهذا ما يحدث اليوم أيضًا.
ولهذا، تحديدًا، تزداد أهمية بلورة معسكر يساري ديمقراطي حقيقي، عربي-يهودي، واضح، لا يتلعثم في القضايا الأساسية. ولهذا، أيضًا، لا نملك ترف اليأس والتيئيس، أو تحويل "التنظير" عن "خيانة اليسار الصهيوني" إلى ذريعة للتقوقع والنكوص عن واجبنا الوطني والمدني. وجزء من هذا الواجب هو دون أدنى شك مواجهة الإجماع الصهيوني في عقر داره واختراقه. فليس بوسع أحد غيرنا القيام بهذه المهمة.
بالتوازي، ودون أي تناقض، تزداد أهمية تعزيز وحدة نضال الجماهير العربية، وضبط النفس، والترفّع عن المناكفات الصغيرة التي تصدر عن بعض الحاقدين الصغار هنا أو هناك. لأنّ خطورة المرحلة تستدعي عدم الانشغال في معارك جانبية مفتعلة، وإنما توحيد كل القوى المناضلة في المعركة ضد الفاشية، فهذه معركة تنتظرنا فيها أيام صعبة.
الاتحاد
الأحد 13/6/2010
تتزايد يومًا بعد يوم التهديدات السلطوية والشعبية على الجماهير العربية، على شرعية وجودها وحراكها السياسي، خاصة بعد مشاركة وفد من الجماهير العربية على متن أسطول الحرية. وكما يحدث دائمًا، تثور ثائرة المؤسسة الحاكمة وأذرعها المختلفة حين تلعب الجماهير العربية وممثلوها أي دور سياسي، من موقعها هنا ك في قضية الشعب العربي الفلسطيني.
لقد حذرنا مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة من الزحف الفاشي في إسرائيل، وحذرنا من أنّ هذا الزحف يسعى إلى الإجهاز على كل من يغرّد خارج سرب الإجماع الصهيوني. وها نحن، اليوم، قاب قوسين أو أدنى من الانزلاق الفاشي النهائي، ومن أبرز بوادره تواطؤ أجهزة القضاء والأكاديميا والإعلام مع تصعيد حملة نزع شرعية الجماهير العربية والقوى التقدّمية الحقيقية في المجتمع الإسرائيلي.
إنّ التطوّرات الأخيرة تكشف، فيما تكشف، زيف بعض الحركات والجهات التي تعتبر نفسها "يسارية" في إسرائيل، والتي لا تجرؤ على تسمية الأشياء باسمائها الحقيقية، ولا تنفك تتملق الإجماع القومي وتساير المناخ الفاشي. وهذا ليس جديدًا، فقد أثبت كل المنعطفات التاريخية أنّ ما يسمى "اليسار الصهيوني" هو أول من يلجأ إلى "موقدة القبيلة"؛ هذا ما حدث بعد "كامب ديفيد" 2000 وحرب لبنان عام 2006 والعدوان على غزة عام 2008-2009. وهذا ما يحدث اليوم أيضًا.
ولهذا، تحديدًا، تزداد أهمية بلورة معسكر يساري ديمقراطي حقيقي، عربي-يهودي، واضح، لا يتلعثم في القضايا الأساسية. ولهذا، أيضًا، لا نملك ترف اليأس والتيئيس، أو تحويل "التنظير" عن "خيانة اليسار الصهيوني" إلى ذريعة للتقوقع والنكوص عن واجبنا الوطني والمدني. وجزء من هذا الواجب هو دون أدنى شك مواجهة الإجماع الصهيوني في عقر داره واختراقه. فليس بوسع أحد غيرنا القيام بهذه المهمة.
بالتوازي، ودون أي تناقض، تزداد أهمية تعزيز وحدة نضال الجماهير العربية، وضبط النفس، والترفّع عن المناكفات الصغيرة التي تصدر عن بعض الحاقدين الصغار هنا أو هناك. لأنّ خطورة المرحلة تستدعي عدم الانشغال في معارك جانبية مفتعلة، وإنما توحيد كل القوى المناضلة في المعركة ضد الفاشية، فهذه معركة تنتظرنا فيها أيام صعبة.