تتعلق قلوب كثير من الناس بمظاهر الحياة الدنيا وزينتها . بنون
ولعلها فطرة فطر الله الخلق عليها حتى يجمع الإنسان بين جانبه المادي وجانبه الروحي ، فلم يحرم الحق سبحانه متعة الحياة من زينة ورزق ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ) الأعراف ( 22 ) .
والمؤمن المهتدي بنور الله يستفيد من نعم الله عليه في هذه الحياة لتكون له زاداً يوم يلقى ربه ، لما يدركه عن طبيعة هذه الدنيا التي يشير إليها الحق سبحانه : ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدراً ) الكهف ( 45 ) .
ويصفها المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله : " الدنيا خضرة حلوة " لما فيها من مغريات وشهوات تجذب النفوس وتستهوي الأفئدة ... ومن مغريات الدنيا وزينتها أمران هامان لا يختلف عليهما اثنان هما : المال والبنون ... وقد أشار القرآن الكريم إليهما في محكم الآيات : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) الكهف ( 46 ) .
فإن معظم البشر يتطلعون إلى هاتين النعمتين لما لهما من أثر بالغ في حياة الإنسان الذي أصبح يسعى للحصول عليهما إشباعاً لشهواته وإرضاءً لتطلعاته فيقول الحق سبحانه : ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ... ) آل عمران ( 14 ) .
غير أن المؤمن الذي يتعلق بحب الله سبحانه وطاعة رسوله عليه السلام يدرك أن هذه المحبة للمال والولد إنما تكون في دائرة العبودية لربه وأن ما عند الله أعظم وأفضل مما يتطلع إليه .. فإذا ما رزقه الله المال جعله في سبيل ربه وإذا ما رزقه الله الولد رباه على طاعة خالقه فكما أن المال والولد زينة فإنهما أيضاً فتنة ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ) الأنفال ( 28 ) .
وهكذا تكون نعم الله لعباده - وفي مقدمتها نعمة المال ونعمة الولد - اختباراً وابتلاء من الله تعالى ليعلم سبحانه الشاكر من الجاحد ، والمطيع من العاصي ... وليدرك المسلم أن ما عند الله من أجر وثواب - إذا ما أحسن في ماله وولده - أعظم وأفضل مما بين يديه ( ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ) آل عمران ( 14 ) .
وفي عالمنا الدنيوي فإن كثيراً من الناس يتفاخرون ويتباهون بما يملكون من أموال وثروات ويعتزون كثيراً بما أنجبوه من بنين وبنات .. والعاقل هو الذي يدرك عظم المسئولية الملقاة على عاتقه حيال هذه النعم ( نعمة المال ونعمة الأولاد ) وهذا ما يحذرنا منه الحق سبحانه : ( واعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ... ) الحديد ( 20 ) .
ولما كانت رحمة الله سابقة وسابغة لعباده فقد جاءت الشريعة الغراء لتنظم التعامل مع نعم الله وأفضاله على عباده بما يحقق هدي هذا الدين في التعامل مع متاع الحياة الدنيا وزينتها في ظل الالتزام بالخير وطرق الفلاح بعيداً عن مظاهر الضلال والبطر .
ففي جانب المال جاء أمر الله أن يُكتسب من مصدر حلال غير مغتصب ولا منتهب وأن يحصل عليه الإنسان من منابعه المشروعة فيقول الحق سبحانه : ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة حاضرة عن تراض منكم ) النساء ( 29 ) .
ويقول المصطفى عليه السلام " كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه " ويقول عليه السلام " من انتهب نهبة فليس منا " .
ومن هنا فإن الإسلام يحرص على أن يكون ما يكسبه الإنسان من مصادر الحلال بعيداً عن أي شبهة من حرام وأن كل لحم ينبت من حرام فالنار أولى به .
وحتى لا يستبد صاحب المال ويطغى على الآخرين منتهزاً حاجتهم إلى الاقتراض لمواجهة أعباء الحياة فقد جاء التحريم الشديد من مصادر الزيادة الربوية : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ... ) البقرة ( 279 ) .
ويشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فساد التعامل الربوي حيث يقول عليه السلام : " إن الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل " .
وحتى تستقيم حياة المسلم على الفطرة السليمة فقد حث الإسلام على السعي وطلب الرزق الحلال من مصادره المشروعة الواضحة فيقول سبحانه : ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) الملك ( 15 ) .
وهذه هي وصية الرسول الكريم حيث يقول عليه السلام : " لأن يأكل أحدكم من عمل يده " وفي رواية " مما اكتسب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه " .
ويوم أن يحصل المسلم على المال من مصادره الشرعية عليه أن يدرك أن ما ساقه الله إليه من ثروات وخيرات إنما كلها وديعة وأمانة يودعها الله من يشاء من عباده .
ويعلم أن المال كله هو مال الله وأن العبد فيه مستخلف وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة : ( وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) الحديد ( 7 ) .
فإذا ما أعطى المسلم من ماله شيئاً فإنما هو يعطي من رزق الله وفضله عليه بقول الحق سبحانه : ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ) النور ( 29 ) .
ومن هنا كان في المال حقوق شرعية من زكاة وصدقة وإنفاق في سبيل الله ومرضاته ، وصدق الله العظيم : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) البقرة ( 261 ) .
والمسلم في جميع هذه الحالات مطالب بالاعتدال في معاملته مع ما يرزقه الله من مال فلا يكون مسرفاً مبذراً ولا ممسكاً بخيلا وقد وجه القرآن إلى ذلك : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً ) الإسراء ( 29 ) .
وأمة الإسلام اليوم في حاجة إلى هذا الأدب الرباني في التعامل مع نعمة المال فمن زاده الله منه عليه أن يتجه به إلى سبيل الله ، ومن كان في قلة من المال فلا يجزع ولا يغضب بل عليه التفكر فيما أعطاه الله من نعم أخرى وليحمد الله دائماً .
ولعلها فطرة فطر الله الخلق عليها حتى يجمع الإنسان بين جانبه المادي وجانبه الروحي ، فلم يحرم الحق سبحانه متعة الحياة من زينة ورزق ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ) الأعراف ( 22 ) .
والمؤمن المهتدي بنور الله يستفيد من نعم الله عليه في هذه الحياة لتكون له زاداً يوم يلقى ربه ، لما يدركه عن طبيعة هذه الدنيا التي يشير إليها الحق سبحانه : ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدراً ) الكهف ( 45 ) .
ويصفها المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله : " الدنيا خضرة حلوة " لما فيها من مغريات وشهوات تجذب النفوس وتستهوي الأفئدة ... ومن مغريات الدنيا وزينتها أمران هامان لا يختلف عليهما اثنان هما : المال والبنون ... وقد أشار القرآن الكريم إليهما في محكم الآيات : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) الكهف ( 46 ) .
فإن معظم البشر يتطلعون إلى هاتين النعمتين لما لهما من أثر بالغ في حياة الإنسان الذي أصبح يسعى للحصول عليهما إشباعاً لشهواته وإرضاءً لتطلعاته فيقول الحق سبحانه : ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ... ) آل عمران ( 14 ) .
غير أن المؤمن الذي يتعلق بحب الله سبحانه وطاعة رسوله عليه السلام يدرك أن هذه المحبة للمال والولد إنما تكون في دائرة العبودية لربه وأن ما عند الله أعظم وأفضل مما يتطلع إليه .. فإذا ما رزقه الله المال جعله في سبيل ربه وإذا ما رزقه الله الولد رباه على طاعة خالقه فكما أن المال والولد زينة فإنهما أيضاً فتنة ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ) الأنفال ( 28 ) .
وهكذا تكون نعم الله لعباده - وفي مقدمتها نعمة المال ونعمة الولد - اختباراً وابتلاء من الله تعالى ليعلم سبحانه الشاكر من الجاحد ، والمطيع من العاصي ... وليدرك المسلم أن ما عند الله من أجر وثواب - إذا ما أحسن في ماله وولده - أعظم وأفضل مما بين يديه ( ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ) آل عمران ( 14 ) .
وفي عالمنا الدنيوي فإن كثيراً من الناس يتفاخرون ويتباهون بما يملكون من أموال وثروات ويعتزون كثيراً بما أنجبوه من بنين وبنات .. والعاقل هو الذي يدرك عظم المسئولية الملقاة على عاتقه حيال هذه النعم ( نعمة المال ونعمة الأولاد ) وهذا ما يحذرنا منه الحق سبحانه : ( واعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ... ) الحديد ( 20 ) .
ولما كانت رحمة الله سابقة وسابغة لعباده فقد جاءت الشريعة الغراء لتنظم التعامل مع نعم الله وأفضاله على عباده بما يحقق هدي هذا الدين في التعامل مع متاع الحياة الدنيا وزينتها في ظل الالتزام بالخير وطرق الفلاح بعيداً عن مظاهر الضلال والبطر .
ففي جانب المال جاء أمر الله أن يُكتسب من مصدر حلال غير مغتصب ولا منتهب وأن يحصل عليه الإنسان من منابعه المشروعة فيقول الحق سبحانه : ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة حاضرة عن تراض منكم ) النساء ( 29 ) .
ويقول المصطفى عليه السلام " كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه " ويقول عليه السلام " من انتهب نهبة فليس منا " .
ومن هنا فإن الإسلام يحرص على أن يكون ما يكسبه الإنسان من مصادر الحلال بعيداً عن أي شبهة من حرام وأن كل لحم ينبت من حرام فالنار أولى به .
وحتى لا يستبد صاحب المال ويطغى على الآخرين منتهزاً حاجتهم إلى الاقتراض لمواجهة أعباء الحياة فقد جاء التحريم الشديد من مصادر الزيادة الربوية : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ... ) البقرة ( 279 ) .
ويشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فساد التعامل الربوي حيث يقول عليه السلام : " إن الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل " .
وحتى تستقيم حياة المسلم على الفطرة السليمة فقد حث الإسلام على السعي وطلب الرزق الحلال من مصادره المشروعة الواضحة فيقول سبحانه : ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) الملك ( 15 ) .
وهذه هي وصية الرسول الكريم حيث يقول عليه السلام : " لأن يأكل أحدكم من عمل يده " وفي رواية " مما اكتسب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه " .
ويوم أن يحصل المسلم على المال من مصادره الشرعية عليه أن يدرك أن ما ساقه الله إليه من ثروات وخيرات إنما كلها وديعة وأمانة يودعها الله من يشاء من عباده .
ويعلم أن المال كله هو مال الله وأن العبد فيه مستخلف وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة : ( وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) الحديد ( 7 ) .
فإذا ما أعطى المسلم من ماله شيئاً فإنما هو يعطي من رزق الله وفضله عليه بقول الحق سبحانه : ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ) النور ( 29 ) .
ومن هنا كان في المال حقوق شرعية من زكاة وصدقة وإنفاق في سبيل الله ومرضاته ، وصدق الله العظيم : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) البقرة ( 261 ) .
والمسلم في جميع هذه الحالات مطالب بالاعتدال في معاملته مع ما يرزقه الله من مال فلا يكون مسرفاً مبذراً ولا ممسكاً بخيلا وقد وجه القرآن إلى ذلك : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً ) الإسراء ( 29 ) .
وأمة الإسلام اليوم في حاجة إلى هذا الأدب الرباني في التعامل مع نعمة المال فمن زاده الله منه عليه أن يتجه به إلى سبيل الله ، ومن كان في قلة من المال فلا يجزع ولا يغضب بل عليه التفكر فيما أعطاه الله من نعم أخرى وليحمد الله دائماً .