حفيدة رسول الله (أم كلثوم رضي الله عنها) السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة حفيدة رسول الله (أم كلثوم رضي الله عنها) زوجها خليفة.. وأبوها خليفة.. وجدها سيد الأولين والآخرين أم كلثوم رضي الله عنها لبنات حواء نعرض سيرة إحدى معادن الطهر والنقاء، فهكذا كانت أم كلثوم بنت على الهاشمية القريشية رضي الله عنها كما حكت عنها أوراق الأيام وأم كلثوم حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أبوها علي بن أبي طالب وأمها سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد وأشقاؤها هم الحسن والحسين وزينب، عندما كانت في الخامسة من عمرها رأت جدها الحبيب محمداً صلى الله عليه وسلم إلا أنه توفي وهي في هذه السن ولحقت به أمها فاطمة الزهراء. تزوجت- رضي الله عنها- من سيدنا عمر بن الخطاب، ورغم أن ذلك تم وهي في سن صغيرة إلا أنها المرأة الذكية، جليلة القدر، واسعة الإدراك فاستطاعت أن تعيش معه حياة زوجية ترفرف عليها السعادة رغم ما عرف عن عمر – رضي الله عنه – من خشونة العيش مما لا تحبه النساء عادة إلا أن ما كان عليه عمر من رقة قلب وغنى النفس مما جعله الزوج الحبيب إلى نفسها، وكان زيد و رقية هما ثمرة الزواج المبارك. كانت أم كلثوم مثل أمها وجدتها في الفضل والجود وإحياء المكارم، فحفيدة النبي صلى الله عليه وسلم وابنة الخليفة وزوج الخليفة أيضاً لم يمنعها عزها وشرف مكانتها أن تكون قابلة لتلك المرأة البدوية التي جاءها المخاض في ليلة من ليالي المدينة التي كان عمر فيها يتحسس أمر رعيته ولم يكن معها أحد يساعدها.. فبينما كانت أم كلثوم نائمة أيقظها عمر رضي الله عنه لنجدة المرأة، فقامت ولبت النداء وأكرمت المرأة وآنستها واستقبلت وليدها على يديها. وعندما قضى الفاروق نحبه حزنت الزوجة الوفية أم كلثوم، حزناً شديداً، وظلت ذكرياته وشمائله الحسان في مخيلتها ولم يكن هناك شيء يخفف من لوعتها سوى رؤيتها لابنها زيد الذي ورث عن عمر أبيه الشجاعة وعن أمه الفصاحة والجرأة. لما قتل أبوها علي بن أبي طالب في سنة أربعين من الهجرة، كان المصاب أليماً على المسلمين عامة وعلى أم كلثوم خاصة فقد فقدت أبوها وزوجها في صلاة الفجر، فلما قتل أبوها جعلت تقول: مالي ولصلاة الصبح.. قتل زوجي عمر صلاة الغداة وقتل أبي صلاة الغداة!! وككل الأحياء توفيت أم كلثوم – رضي الله عنها – وكان ذلك في عهد معاوية رضي الله عنه، ولقد شاءت الأقدار أن يصلها خبر وفاة ابنها زيد بسبب فتنة وقعت في قومه أدت إلى مصرعه فقبضت روح أم كلثوم لشدة حزنها عليه فشيعت هي وابنها إلى البقيع، وفي ذلك تروي السير أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال لأخيها الحسن: تقدم فصل على أختك وابن أختك فقال له الحسن : بل تقدم أنت فصل على أمك وأخيك، فتقدم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وجعل زيداً ما يليه ثم جعل أم كلثوم وراءه ثم صلى عليهما وكبرا أربعاً وخلفه الحسن والحسين. وقبل أن ننسى فأم كلثوم الحفيدة التي طوى التاريخ حياتها ونشر عبير فضائلها، هي المرأة التي كان لها فضيلة لم تجتمع لواحدة من نساء أهل البيت الطاهر، فهي المرأة القريشية التي شهد جدها وأبوها وزوجها غزوة بدر رضي الله عنها . | |