شعر: عمر ابو غريبة
قِفـــــا نحــْـــــكِ عن لحــــمٍ ورُزٍ مفلفَلِ****** ِبوَفْــــرِ الغِنى في ظِـــلِّ عيشٍ مـُـــــدلَّلِ
ولا تذكـُــــــرا ليْ الفقــــــرَ إني بلوتـُـه ******فلم أرَ حـــــالاً مثــلَ حــــــالِ المُبهـــدلِ
فقد مَــلَّت الأمعــــــــــاءُ زِرَ فلافــــــــلٍٍ ******وقَصْــــعَةَ فـــــــــولٍ بالطَّحينـــــةِ مُثقَلِ
أعَيبٌ إذا ما النفـــسُ تهفــــــــو لهَـبرةٍ ******وتلك كــــــلابُ القـــــومِ غُصَّتْ بمــأكلِ
تبارَوا بحفْـــــلاتٍ ونصْــــــــبِ ولائـــمٍ ******ونحن قِـــــرانا الخـــــلُّ دونَ مُخَـــــــلَّلِ
وجُــــلُّ الذي يطهــــونه بــات فَضــــلةً ******ولستَ تــــــرى فيهم نـــــدى المتفضِّلِ
ولو عضَّ نابُ الجوعِ في الغدِ بعضَهم *******لأفطـــرَ أعشــــــاباً وحـــلّى بحنظــــلِ
يبيتون مِـن تَخْــــمِ البطـــــــون بنفخةٍ *******وللجـــــــوعِ نفخٌ في الفقــيرِ المُجندَل
فلا أخرجَ الرحـــــــــمنُ منكم رياحَكـم ********بغيرِ انفجــــــــارٍ في المَعِيِّ مُجلْجِـــلِ
فـرُبَّ طـــــبيخٍ بات عنــــدي ثلاثـــــةً *******فعالجتُــــــه طَهيــــــــاً برَشَّـــــــةِ فُلفل
ولُقمتنـــــا زيتٌ يُــــــؤادِمُ زعــــــــــتراً ******وزادُهـمُ الكافْيــــــارُ في كل مَحــــــــفَلِ
ولا تســــــــألَنّي عنه لستُ بعـــــــارفٍ *******فما هــــو ذا الكافيارُ يا راعي َ الطَّــلي
مآدِبُ ما كان الرشـــــــيدُ يذوقُهــــــــــا *******ولا ذاق منهــــــا إبنُ أمِّ الســـــــموألِ
حَــوَتْ كلَّ أصـــــــنافِ الطعامِ وفوقَهـا *******تدور بأطبــــــــاقٍ بما لَــــــــذَّ حُـــــفَّلِ
كأنك في الفردوسِ ما رُمْتَ حاضـــــــرٌ *******وما تشتهي إلا وجـــــــــاءك مِن عَـــلِ
وأمـــــردَ مثل الــــــــدرِّ يخــــدم ضيفَه *******ويدعــوك هيا ســـــــــيدي فتفضّـــــــلِ
تجشَّـــــأ من فَــــرطِ الطعــــــــامِ ضيفُه *******وناخوا على ريش النعـــــــــامِ ومُخملِ
وحان أوانُ الخمـــــــرِ في عقْبِ مـــأكلِ *******فيا صـــاحِ عاقـــرْ ابنة الكَـــرْمِ واثْمَلِ
تطوف عليهم بالكؤوسِ كـــــــــــواعبٌ *******بثغرٍ ضَــــحوكٍ مثلِ حَـبِّ الســفرجـــلِ
فأفٍّ لكم أيقظـــــــتمُ فيَّ شـــــــــــهوةً *********ونَهمــــــــــاً إلى أكـــلٍ وحُبَّ تطفــلِ
فعوُدا إلى زيتٍ يُـــــــــــؤادمُ زعـتــراً ********وقصعةِ فــــــــولٍ بالطحينـــــةِ مُثقـــلِ
وتسطيحةٍ فوق الفـــــــــراش بِعَقْبِهِ *********وأكؤُسِ شــــــــــــايٍ كالنبيذِ المُزَلَّـــلِ
تُدار علينــــــــا كل حـــــينٍ بــدورةٍ *********ولا ننثنــــي إلا لداعــــــي التبــــــــوُّلِ
نمُـــــدُّ إلى فـــــــولٍ أياديَ قصَّـرتْ *******ونتركُ حُـــــلْماً للعشـــــــــــــــــــــاءِ بأوَّلِ
فإنْ فاتني اللحمُ الطريُّ ففي الكرى ********مَــآدِبُ تُغني حيلــــــةَ المُتجَمِّــــــــــــــلِ.