متى يكافأ من كان سعيهم مشكورا؟
[size=25]
الأمم ترتقى بسعى أبنائها إن كان سعيهم مشكورا إلى كسب الآليات الموصلة للتفوّق والارتقاء من نمط عيش معيّن إلى نمط أحسن، ولن يتحقق هذا إلا بتأهيل الع البشرى الذى يتألّف منه المجتمع تأهيلا حديثا وترويضه، ثم ترسيخ روح التنافس الشريف المطهّر من كل الخبائث فى نفسه ليتحدى الصعوبات بثقة وعزم، ولا يقتصر التأهيل على جزء من أجزاء العمل، بل يجب أن يكون شاملا لمختلف الأجزاء والأفعال لضمان بلوغ درجة الاقتدار، والكفاءة والإتقان، حتى يحصل التقدم والتحسن فى واقع المجتمع، وينتشر الوفاق والوئام بين كافة أفراد المجتمع.
ولبلوغ هذه الدرجة الطيبة يتأكد أن يذكى الجهد المتواصل الوعى لدى كل أفراد المجتمع بجسامة التحديات، وأهمية الاجتهاد والضرورية المصيرية للعمل أكثر وبصيغ أفضل وتعبئة كل الإمكانيات واستنهاض الطاقات الكامنة وتحسيس كل فرد بأن مسؤولية كسب الرهان جماعية وأن اخلال الفرد الواحد بدوره ينعكس سلبا على أداء المجموعة.
ومن هنا وجب رفع كل التحديات لإعادة الاعتبار إلى العمل الجاد والإتقان فى الصنعة والزيادة فى الإنتاج وتحسين الإنتاجية، وهذا يعسر تحقيقه إذا لم يتأهل أبناء المجتمع تأهيلا شاملا، وأعنى بذلك أن يكون التأهيل الأخلاقى هو الأول، ثم التأهيل الصناعى فى مختلف الصناعات الضرورية والأساسية لإكساب مؤسسات المجتمع الوسائل اللازمة للزيادة فى إنتاجيتها...
ويقينا أن العمل الصالح لن يتوفر إلا بالناس الصالحين فى المجتمع والذين يقتنعون بمقولة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم "عليك بالبر فإن صاحب البر يعجبه أن يكون الناس بخير وفى خصب" فقيمة المجتمع تتجلى فى حصول التفاعل بين أفراد المجتمع وتفتحهم على كل ما يحدث من مستجدات فى مجال العلم والمعرفة، وتبصرهم فيما يريدونه وما يفعلونه فيما أنجزوه أو يريدون إنجازه بكد وحزم، وبفكر ثاقب، خصوصا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس كافة "أنتم أعلم بأمور دنياكم" وقال الله تعالى: "إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم" "الرعد آية 12".
وقد كان القرآن الكريم واضحا فى التأكيد على قيمة العمل الخير ونتائجه الإيجابية وما ينجرّ من سلبية فى العمل الشرى فقال تعالى "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرّة شرا يره" "الزلزال آيتان 7-8" ومن حرص الإسلام على مكافأة من كان سعيه مشكورا قول الرسول عليه الصلاة والسلام "من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه".
إن قضية تأهيل الع البشرى فى عصرنا هذا، أصبحت من القضايا الصعبة، لأن التأهيل الشامل صار صعب المنال، والصعوبة لا فى التأهيل الصناعي، أو المهني، وإنما فى التأهيل الأخلاقي، المقام على الإيمان الصادق بالفضائل الإنسانية السامية، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يحصر صفة المؤمن فى الصفات الآتية "المؤمن من أمنه الناس على أموالهم، وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب" وهو حديث حسن رواه ابن ماجة عن فضلة بن ؛ وهذه الخصلة صارت نادرة فى العالم أجمع.
والصفة الثانية تتشخّص فى فضيلة الألفة والمؤالفة، ففى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس" وهذه الخصلة أيضا يمكن القول إنها قد فقدت وأصبح جلّ الناس لا يهمهم إلا نفع ذواتهم فى الباطن؛ ولئن بقى القليل منها فى الظاهر فهو غير محقق للمقصود المطلوب.
والصفة الثالثة فى كيفية المعاملة مع الناس، ففى الحديث الشريف "من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدّثهم فلم يكذبهم فهو ممن كملت مروءته وظهرت عدالته ووجبت أخوته"، وهاتان الخصلتان: نفى الظلم، ونفى الكذب، يندران فى عالم طغت فيه المتنافضات وشاع فيه قهر القوى للضعيف، وتضاءل فيه جانب الخير أمام طغيان الشر.
ومن أجل ذلك، للتخفيف من تعقّد الوضع العالمي، يتحتّم وجوبا شكر من أحسن عملا، وسلك سلوكا طيبا، وخشى الله خالقه، ولم يؤذ الناس، وأعطى كل ذى حق حقه، وسعى لتحقيق الصنع الرفيع، وبالخلق الكريم؛ ففى الحديث "لم يشكر الله من لم يشكر الناس" وقد وعد الله تعالى "لئن شكرتم لأزيدنكم" "إبراهيم آية 7" وصدق الإمام على بن أبى طالب فى قوله "قيمة كل امرئ ما يحسنه" وقال الله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" "النجم آية 39".
فالذى ينال المكافأة فى شرع الله من صنع المعروف واكتمل تأهيله فى أحسن تقويم بلا محاباة ولا مجاملة، لأن الله تعالى "لا يضيع أجر المؤمنين" "آل عمران آية 171" وقال تعالى "إنا لا نضيع أجر المصلحين" "الأعراف آية 170" وهو "لا يضيع أجر المحسنين" "التوبة آية 120" وقال جل وعلا "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا" "الكهف آية 30" وصدق سبحانه فى قوله "نعم أجر العاملين" "العنكبوت آية 58".
فهل تنقشع الغمامة وينكشف الغطاء لينال من كان "سعيهم مشكورا" جزاء سعيهم الطيب الخيرى حقهم فى الجزاء الحسن فى عالمنا المعاصر هذا؟ فمتى يكافأ "من كان سعيهم مشكورا" ويشرق الحق ويغرب الباطل.
ولبلوغ هذه الدرجة الطيبة يتأكد أن يذكى الجهد المتواصل الوعى لدى كل أفراد المجتمع بجسامة التحديات، وأهمية الاجتهاد والضرورية المصيرية للعمل أكثر وبصيغ أفضل وتعبئة كل الإمكانيات واستنهاض الطاقات الكامنة وتحسيس كل فرد بأن مسؤولية كسب الرهان جماعية وأن اخلال الفرد الواحد بدوره ينعكس سلبا على أداء المجموعة.
ومن هنا وجب رفع كل التحديات لإعادة الاعتبار إلى العمل الجاد والإتقان فى الصنعة والزيادة فى الإنتاج وتحسين الإنتاجية، وهذا يعسر تحقيقه إذا لم يتأهل أبناء المجتمع تأهيلا شاملا، وأعنى بذلك أن يكون التأهيل الأخلاقى هو الأول، ثم التأهيل الصناعى فى مختلف الصناعات الضرورية والأساسية لإكساب مؤسسات المجتمع الوسائل اللازمة للزيادة فى إنتاجيتها...
ويقينا أن العمل الصالح لن يتوفر إلا بالناس الصالحين فى المجتمع والذين يقتنعون بمقولة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم "عليك بالبر فإن صاحب البر يعجبه أن يكون الناس بخير وفى خصب" فقيمة المجتمع تتجلى فى حصول التفاعل بين أفراد المجتمع وتفتحهم على كل ما يحدث من مستجدات فى مجال العلم والمعرفة، وتبصرهم فيما يريدونه وما يفعلونه فيما أنجزوه أو يريدون إنجازه بكد وحزم، وبفكر ثاقب، خصوصا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس كافة "أنتم أعلم بأمور دنياكم" وقال الله تعالى: "إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم" "الرعد آية 12".
وقد كان القرآن الكريم واضحا فى التأكيد على قيمة العمل الخير ونتائجه الإيجابية وما ينجرّ من سلبية فى العمل الشرى فقال تعالى "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرّة شرا يره" "الزلزال آيتان 7-8" ومن حرص الإسلام على مكافأة من كان سعيه مشكورا قول الرسول عليه الصلاة والسلام "من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه".
إن قضية تأهيل الع البشرى فى عصرنا هذا، أصبحت من القضايا الصعبة، لأن التأهيل الشامل صار صعب المنال، والصعوبة لا فى التأهيل الصناعي، أو المهني، وإنما فى التأهيل الأخلاقي، المقام على الإيمان الصادق بالفضائل الإنسانية السامية، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يحصر صفة المؤمن فى الصفات الآتية "المؤمن من أمنه الناس على أموالهم، وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب" وهو حديث حسن رواه ابن ماجة عن فضلة بن ؛ وهذه الخصلة صارت نادرة فى العالم أجمع.
والصفة الثانية تتشخّص فى فضيلة الألفة والمؤالفة، ففى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس" وهذه الخصلة أيضا يمكن القول إنها قد فقدت وأصبح جلّ الناس لا يهمهم إلا نفع ذواتهم فى الباطن؛ ولئن بقى القليل منها فى الظاهر فهو غير محقق للمقصود المطلوب.
والصفة الثالثة فى كيفية المعاملة مع الناس، ففى الحديث الشريف "من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدّثهم فلم يكذبهم فهو ممن كملت مروءته وظهرت عدالته ووجبت أخوته"، وهاتان الخصلتان: نفى الظلم، ونفى الكذب، يندران فى عالم طغت فيه المتنافضات وشاع فيه قهر القوى للضعيف، وتضاءل فيه جانب الخير أمام طغيان الشر.
ومن أجل ذلك، للتخفيف من تعقّد الوضع العالمي، يتحتّم وجوبا شكر من أحسن عملا، وسلك سلوكا طيبا، وخشى الله خالقه، ولم يؤذ الناس، وأعطى كل ذى حق حقه، وسعى لتحقيق الصنع الرفيع، وبالخلق الكريم؛ ففى الحديث "لم يشكر الله من لم يشكر الناس" وقد وعد الله تعالى "لئن شكرتم لأزيدنكم" "إبراهيم آية 7" وصدق الإمام على بن أبى طالب فى قوله "قيمة كل امرئ ما يحسنه" وقال الله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" "النجم آية 39".
فالذى ينال المكافأة فى شرع الله من صنع المعروف واكتمل تأهيله فى أحسن تقويم بلا محاباة ولا مجاملة، لأن الله تعالى "لا يضيع أجر المؤمنين" "آل عمران آية 171" وقال تعالى "إنا لا نضيع أجر المصلحين" "الأعراف آية 170" وهو "لا يضيع أجر المحسنين" "التوبة آية 120" وقال جل وعلا "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا" "الكهف آية 30" وصدق سبحانه فى قوله "نعم أجر العاملين" "العنكبوت آية 58".
فهل تنقشع الغمامة وينكشف الغطاء لينال من كان "سعيهم مشكورا" جزاء سعيهم الطيب الخيرى حقهم فى الجزاء الحسن فى عالمنا المعاصر هذا؟ فمتى يكافأ "من كان سعيهم مشكورا" ويشرق الحق ويغرب الباطل.