أنت .. هناك .. على
ضفة النهر ..
.. ماذا عساك تفعلين ..
.. أتنتظرين حبيبك ..
أن يأتي على قارب القدر ..
أو تنتظرين .. نبض عشق تغلغل بقلبك المغرم
..
أنظري صورتك على سطح الماء كيف تبدوا شاحبة ..
آه ..
إعذريني .. فقد تناسيت أنك قد فقدت عيناك من كثر البكاء ..
وحبيبك .. لم
يأتي بعد ...
إسمعي ..
.. لقد أتيت لآخذك معي
..
.. فحبيبك .. قد ..
.. ماااات ... منذ زمن ..بعيد
..
كان في طريقه إليك ..
ولكن .. العواصف والرياح وهيجان
النهر ..
قد حطموا مجاديف حبه لك ..
وقد حطموا قارب عشقه لك
..
ورغم كل شيء ..
لم يفقد الأمل ..
فأخذ يسبح
ويسبح من أجل أن يسعد بلقاءك ..
فكانت الأمواج تتلاطمه
..
فكان يسبح عكس التيار ..
كل ذلك من أجلك أنت
...
لم يستسلم حبيبك أبدا ..
ولكن ...
هذا النهر
الذي تسمعين خرير مياهه ..
لم يكن بوده أن يغرق حبيبك بدواخله
..
ولكن الأقدار كانت فوق كل شيء ..
صاحبك
..
رحل ..
ورحل معه كل شيء جميل ...
تعالي سيدتي
..
لآخذك بعيدا من هنا ..
رغم ألمي بما أراه فيك
...
إلا أنني لا أستطيع الوصول إليك ..
.. فأنت قابعة بداخل
قفص محوط بالتماسيح ..
.. كيف لي أن أنقذك منهم ..
.. إسمعي
..
.. أنا أيضا سأرحل ..
فلست عمر الفاروق
..
ولست صلاح الدين ..
أنا .. مجرد .. عربي
..
يتغلغل الخوف بدواخلي ..
وأنت .. فلسطين .. أنت القدس
الجريح .. أنت غزة العزة ..
وإن لم يكن لي إعتذار ..
فعندي
ألف إعتذار ..
فالحياة جميلة .. بعيدا عنك ..
فأكون صما حين
يحدثونني عنك ..
وأكون أعمى حين يصورونك جرحى ...
وأكون ..
جبانا .. حين .. يمزقونك .. بأنيابهم ..
إعذريني ..
فسأدير
ظهري عنك ..
حتى لا أراك ..
تنزفين ..
وحتى
..
أستطيع أن أنساك يا فلسطين ..
آه ..
وقبل أن
أرحل ..
سأشتكي لملك الغابة ..
فلربما ..
سيخفف
عنك .. ألم جراح التماسيح ..
وتأكدي .. أنني .. صامت في محراب حبك
..
وأنني ..
أحب الحياة .. بعيدا عنك ..
فمنذ
ولادتي ..
وأنا أسمع عن شهدائك ..
وعن أبطالك
..
وأطفالك ..
وكنت أغضب من أجلك ..
وأندد ..
وأشجب .. وأتظاهر في الخلاء ..
وأحرق علم التماسيح ..
ليراني
العالم .. أنني آت لأنتشلك من ذلك الوحل القذر ..
ولكن ..
هي مجرد بعثرات ..
هنا وهناك ..
وبعدها
...
نوم عميق ..
وإسترخاء ..
فأنت
..
قد تعودت على الشقاء ..
وقد تأقلمت على العذاب
..
وقد تحملت الألم والجراح ..
عذرا..
فقد حان
وقت النوم الآن ..
وإن عادت إليك الوحوش مرة أخرى ..
ومزقتك
إربا إربا ..
فتأكدي أنني سأرى كل ذلك ..
لأكون شهيدا على
إحتضارك ..
لا .. لن تفوتني تلك اللحظة ..
فأنا أعيش من أجل
ذلك ..
أنا .. عربي .. عربي .. عربي ..
وأنت
..
مجرد .. حضارة ..
مجرد تاريخ مضى ..
فوقتك
إنتهى ..
و قلبك ينتحب المرض ..
رجااااااااءا سيدتي
,,
إرحلي ..
.. فقد جهزت نعشك منذ مولدي ..
..
وقبرك .. ما زال ينتظر قدومك ..
لنطويك .. للأبد ..
وندعوا
الإله .. أن يرحمك ..
ويخفف عنك .. قسوة القبر ..
آه .. فقد
نسيت ..
أنك ميتة ..
وأنني ..
أحاكي قبرا ..
بداخله ينبض قلبا ..
لقد .. دفنوك حية ..
لأنك أبيت أن توقفي
نبضك ..
ولأنهم .. ملوا الإنتظار طويلا ..
.. حسنا ..
سيدتي..
فمواجعي تفوق مواجعك ..
لأنني .. آدميٌ .. من سلالة
العرب ..
بكل تواضع .. سيدتي
..
لشاعر عماني..