السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ماا االفرق

والإجابة أن الذكر في كثير من الأحيان دعاء والدعاء كثير من الأحيان ذكر وإن الذكر باعتباره وسيلة القرب من الله هو دائما دعاء وإن الدعاء وهو تضرع وخضوع لله تعالى-
هو دائما ذكر وليس بينهما فرق إلا في الصِيغ والشكل .
فقد ورد فى الأحاديث الشريفة أن الله تعالى يقول:
" من شغله القران وذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل
ما أعطى السائلين"
وقد ورد في القران الكريم عن سيدنا يونس انه حينما التقمه الحوت نجاه تسبيحه :
"فلولا انه كان من المسبحين للبث فى بطنه الى يوم يبعثون "
والاستغفار
ذكر لا يتضمن دعاء لفظيا ولكن الثمرات المترتبة عليه هائلة نفسيا يقول تعالى :
" استغفروا ربكم انه كان غفارا .يرسل السماء عليكم مدرارا . ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا"
اى من ثمار الاستغفار
1-المغفرة
2-والغيث(المطر الذي يروى الأرض فينبت الزرع ويروى به الناس والأنعام ظمأهم)
3-وإمداد الله المستغفر بالأموال
4-وإمداده له بالبنين
بل أكثر من ذلك يقول تعالى :"ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم"
5- من ثماره أيضا زيادة القوة
6- "وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"
*** وثمار الاستغفار أوسع من ذلك في الدنيا والآخرة
وألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم
"أفضل الدعاء الحمد لله؟ والحمد لله أليست ذكرا ؟
وإذا كان من الذكر ما هو دعاء , أو إذا كان الذكر كله دعاء .. فان الدعاء أيضا يكون بغير الدعاء اللفظي وبغير الذكر
فالإكثار من التوبة دعاء وذكر ويترتب على الإكثار منه ما يقول الله تعالى "إن الله يحب التوابين"
وإذا أحب الله عبدا من عباده بسبب الإكثار من التوبة فانه يترتب على هذا الحب أثاره"
"فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصرة الذي يبصر به ويده التي يبطش بها , ورجله التى يمشى بها وان سالنى لاعطيته,وان استعاذنى لاعيذنه"
وإذا كانت التوبة ذِكرا ًأو دُعاء فان التقوى دعاء نفيس
يقول تعالى :
"ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"
إن الله سبحانه وتعالى يجعل له مخرجا من كل هم وضيق وازمه بسبب تقواه ويرزقه الله من حيث يدرى ومن حيث لا يحتسب
ولكنى أحب ان أصل إلى ما يشير إليه الجو الاسلامى كله: كن عبدا ربانيا فانك اذا قلت يارب قال الله لبيك عبدى سل تعطى.
وهذا هو المعنى الصادق للتقوى وما يترتب على التقوى . إن الربانية نتيجة للتقوى والتقوى بمعناها الصادق إى طاعة الله
في القول والفعل فى السر والعلن.
إن التقوى تثمر الربانية . فإذا ما أصبح الإنسان ربانيا فقد أصبح في رعاية الله وفى كفالته سبحانه ومن كان فى رعاية الله وفى كفالته كفاه الله كل حاجاته: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
والدعاء قد يكون متمثلا ًفى تضرع إلى الله تعالى بطلب قضاء أمر من الأمور وقد يكون ذكرا ً: ( قرآنا ًأو تسبيحا ًأو استغفاراً )
فيتفضل الله سبحانه بالنعمة والرحمة.
وقد يكون حالة :هي التقوى التي تثمر الربانية أو هي الربانية نتيجة التقوى وهى حاله الاستجابة الصادقة لله تعالى فيما آمر ..والاستجابة الصادقة لله تعالى بالانتهاء عما نهى ,
ولعل هذا المعنى الأخير هو الذي أشار إليه بعض السلف الصالح حينما قالوا : " إن التقوى هي اسم الله الأعظم الذي
إذا سُئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب "
أو حينما قالوا: إن العبد ليصل بتقواه إلى إن يكون مستجاب الدعوة,وإذا ما أصبح الإنسان من المتقين كفاه الله كل ما أهمه دون طلب.
اللهم اجعلنا من المتقين المستغفرين والأوابين
والذاكرين لك دوما وأبدا