لحظة الاسبوع

دقّت الباب فسمعت الجواب... اوروبا التي هددت بتجميد العلاقات الاوروبــيــة - الاسرائيلية ما لم تعترف تل ابيب بالدولة الفلسطينية في المدى المنظور، تلقّت الرد الاقسى من افيغدور ليبرمان الذي ابى "فرض شروط على اسرائيل"، معلناً ان لا تسوية لملف الصراع قبل حلّ الملف الايراني. قبل ايام من ذكرى اعلان "دولة اسرائيل"، ماذا يريد العبريون في المرحلة المقبلة؟

تطرّف اسرائيل التصاعدي كان متوقعاً مع وصول حكومة اليمين هذه الى الحكم رغم كل التفاؤل الذي رافق وصول باراك اوباما الى البيت الابيض، خصوصا ان لا أمل قريبا برؤية فلسطين التفاوض الى هذا المنحى، فيأتي لضرب اي احتمال قريب لتسوية دولية تحترم خيار الفلسطينيين. واذا كان التصعيد في وجه ايران قد بدأ من مصر، رغم التوازن الشكلي الذي تلعبه واشنطن الى الآن على صعيد الحوار الاميركي- الايراني المرتقب، فهذا يعني ان تواطؤا عربيا- اسرائيليا ما يحاك باتجاه الضغط على طهران "العنيدة" التي توصي هي ايضا بعدم تهديدها.
الاعتدال الاورو- اميركي الذي تعمل واشنطن وبروكسل على ترجمته ازاﺀ القضية الفلسطينية، يصبّ في خانة فرض توازنات جديدة تبعد الولايات المتحدة، التي رعت حروباً ضاروساً في المرحلة المنصرمة، عن صورة المؤثر في المواقف الاسرائيلية والتي خاضت بسياساتها العوجاﺀ طرقا ملتوية لتحقيق الديمقراطية. ومن هنا، اقحام ايران كطرف في النزاع يقوم عليه احتمال الحل او اللاّحل، هو ما تنوي واشنطن وتل ابيب تكريسه في الفترة المقبلة وبالتالي الحشد اسرائيليا، اميركيا وعربياً للامساك بالعنق الايراني ومن يندرج في اطاره من اقطاب في لبنان وسورية وفلسطين. تصريح ليبرمان يعيد رؤية الحلّ الى الظلمة والتشاؤم خصوصا ان الهدف الاسرائيلي يكمن في استنزاف القوى الفلسطينية التفاوضية، وحتى القوى الفلسطينية المقاومة، في خطوة تدفع الطرف الفلسطيني الى الاستسلام وبالتالي نسف كل اتفاق سابق بدﺀاً بأوسلو مروراً بكامب ديفيد وصولا الى انابوليس، وبالتالي العودة الى الصفر.
غريبٌ هو الاستنكار الاسرائيلي الذي اربك مؤتمر -2دوربان في سويسرا، حين وصف الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اسرائيل بالدولة العنصرية...
ليس لان قبطان السفينة الفارسية هو اقل ايمانا بالعرقية والمذهبية والتشدد، بل لان فرض اسرائيل نفسها بهذا الشكل غير الاخلاقي وغير الانساني وغير المجدي هو ما يجعل من كيانها، كياناً غير شرعي، عنصريا، سلطويا وعنيفا. اما طهران، فهي الاخرى لا تشكل سوى رقم صعب في الشرق الاوسط، غايته حماية الارث الفارسي قبل الشيعي، وبالتالي حصر خيارات المنطقة في قبضتها مقابل خيارات سنية - عربية اخرى، اصولية احياناً، سلبتها السلطة على المنطقة خلال الاعوام الثلاثين الماضية.
وفي الذكرى الواحدة والستين لاعلان "دولة اسرائيل"، لا تغيير في الموقف الاسرائيلي بل تغييرات كثيرة في المواقف الفلسطينية. فهل تستطيع مفاوضات مستقبلية جديدة نسف ما نادى به العام 1897 ثيودور هرتزل،