الشيخ / عبد الحمه عبد الله السحيم

عضو مجلس الدعوة والإرشاد بالرياض


إذا كان قصده أن يُصلي ركعتين بعد صلاة الوتر ، فقد جاءت السنة بذلك ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إن هذا السهر جهد وثقل ، فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين ، فإن قام من الليل وإلا كانتا له . رواه الدارمي – واللفظ له - وابن خزيمة وابن حبان .

وإن كان قصده السؤال عمّن أوتر أول الليل ثم قام من آخر الليل ، فهل يُصلي في آخر الليل ؟
فلَه أن يُصلي من آخر الليل إلاّ أنه لا يُصلي صلاة الوتر مرّتين في ليلة واحدة لقوله عليه الصلاة والسلام : لا وِتْرَان في ليلة . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي .

ومن أوتر أول الليل ثم قام من آخر الليل ، فإنه يُصلي شِفْعًا ، أي : يُصلي ركعتين ركعتين .
ولا يُشرع له أن يأتي بركعة لِنقض الوتر ، كما يقول بعض أهل العلم .

قال ابن قُدامة في المغني : ومن أوتر من الليل ثم قام للتهجد فالمستحب أن يُصلي مثنى مثنى ولا ينقض وِتْرَه . روي ذلك عن أبي بكر الصديق وعمار وسعد بن أبي وقاص وعائذ بن عمرو وابن عباس وأبي هريرة وعائشة .
ثم ذَكَر ترجيحه واختياره في هذه المسألة فقال :
ولنا ما روى قيس بن طلق قال زارنا طلق بن علي في يوم من رمضان فأمسى عندنا وأفطر ، ثم قام بنا تلك الليلة ، ثم انحدر إلى المسجد فصلى بأصحابه حتى إذا بقي الوتر قَدّم رجلا ، فقال : أوتِر بأصحابك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا وِتْرَان في ليلة . رواه أبو داود والترمذي ، وقال : حديث حسن . وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : أما أنا فإني أنام على فراشي ، فإن استيقظت صليت شِفْعًا حتى الصباح . رواه الأثرم . وكان سعيد بن المسيب يفعله . اهـ .

وأما حديث " اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا " فهو على الأفضل لا على الوجوب ، ويدل على ذلك حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت : كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهى وتره إلى السحر . رواه البخاري ومسلم .


والله تعالى أعلم .