بسم الله الرحمن الرحيم



}السلام عليكم ورحمة الله وبركاته {



***عش رمضانك هذا كأنه الأخير واغتنم بركاته ***


تحية طيبة وبعد :


قال تعالى :"ألا بذكر الله تطمئن القلوب "



..............


تعثر الناس في البحث عنها ولربما تاهوا في متاهات الدنيا باذلين قصارى جهدهم للعيش في غمارها والظفر بنيلها ، بحثوا عنها ولم يجدوها في زوايا دنيا فانية كهذه ...تساءلوا حينها وصرخوا بالسؤال :أين نجدها ؟؟فأموالنا لم تبلغنا لها والمناصب لم نجد وراءها إلا السغب ...وكل ما حسبنا أنه جدير بإسعادنا لم يكن إلا سراب تبدد وزال ؟؟؟


أين نجدها ؟


.........


إن ما يبحث عنها أولئك مقرونة بالعيش مع كتاب الله والإحساس بمعيته . يحس بها المرء عندما يصبح قلبه مرتعا للإيمان والتقوى والصلاح . وهنا إخوتي وأخواتي في الله أضع بين أيديكم موضوعي الذي عكفت على إعداده أياما وأياما .


هنا



سنقف نمعن النظر في آية من آيات الله ، نتأملها ونعرف كنهها


هنا


بإذن الله يطيب اللقاء معكم لاسيما وأن تجمعنا هنا من أجل كتاب الله



قاعدة جليلة


"إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ،والق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه "ومعنى ذلك أن تجعل سمعك خالصا للاستماع إليه مستحضرا في نفسك عظمة وجلال الحق تبارك وتعالى ، وكأنه سبحانه يخاطبك بهذا القرآن منه إليك .


في ظلال آيــــــــــة


الآية التي ستجمعنا اليوم التي سنقف عندها وقفة تأملات هي :


قال تعالى :﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون الآية 186 من سورة البقرة

تفسير الآية :
"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"أي أنا معهم أسمع دعاءهم ، وأرى تضرعهم واعلم حالهم كقوله "ونحن أقرب إيه من حبل الوريد " . "أجيب دعوة الداع إذا دعان "أي أجيب دعوة من دعاني إذا كان عن إيمان وخشوع قلب "فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "أي إذا كنت أنا ربكم الغني عنكم أجيب دعاءكم فاستجيبوا أنتم لدعوتي بالايمان بي وطاعتي ودوموا على الإيمان لتكونوا من السعداء الراشدين .

سبب نزول الآية :
قد ذكر في سبب نزولها أقوال ، منها ما نقل عن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال : سببها أن قوما قالوا للنبي – صلى الله عليه وسلم :أقريب ربنا فنناجيه أبعيد فنناديه ؟ فنزلت .


.....


أتـهزأ بالدعاء وتزدريه وما يدريك ما صنع الدعاء


سهام الليل لا تخطي ولكن لها أمد وللأمد انقضــــــاء


الدعاء من أعظم الأسباب لحصول مقصود الإنسان ،سواء أكان المراد منه جلب منفعة أم دفع مضرة وقد فطر الله الناس على التوجه والتضرع إليه ولذا كان الدعاء هو دأب الأنبياء في أوقاتهم وفي كل أمورهم ومن تتبع القرآن الكريم عرف كيف كان إقبال الأنبياء على الدعاء وحرصهم عليه . إذا أن من كريم الله سبحانه وتعالى وعظيم نعمه علينا أنه قد وعد عباده بالإجابة وهو سبحانه لا يخلف وعده – كما مر في الآية السابقة .

في الدعاء قرب من الله وفي القرب من الله سعادة لا تضاهى ...اللهم لك الحمد حمدا كثيرا أن مننت علينا بنعمة الدعاء .روى ابن جرير الطبري عن النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول :" الدعاء هو العبادة ".
حقيقة الدعاء :
هذه الكلمة في الأصل مصدر من قولك :دعوت الشيء أدعوه دعاء
وفي الاصطلاح : استدعاء العبد ربه عز وجل العناية واستمداده المعونة

حقيقة الدعاء :
إظهار الافتقار لله والتبرؤ من الحول والقوة إلا به سبحانه
أما الآن لا بد لنا من أن نتعرف على مقتضيات إجابة الدعاء وآدابه :
- الاستقامة على شرع الله والالتزام بأوامره والبعد عن نواهيه
- أن يكون كسبه من حلال
- العزم في المسألة
- تحري أوقات الإجابة
- أن يكون الإنسان حاضر القلب حين الدعاء
- أن يوقن بالإجابة
- أن لا يتعجل بالإجابة بل يدعو الله ويكثر من ذلك
- أن يتوسل إلى الله بصالح الأعمال التي عملها لله
- رفع اليد حال الدعاء
- أن يبدأ الدعاء بحمد الله والثناء عليه ثم يعقب ذلك بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم .
- أن يختم الدعاء بقول آمين
موانع الإجابة :
· الوقوع في المعاصي
· أكل المال الحرام
· ترك الواجبات التي شرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وارتكاب المحرمات المنهي عنها
· الاستعجال في الإجابة
· الاعتداء في الدعاء


وقفة


لا تسألن بني آدم حاجة


وسل الذي أبوابه لاتحجب


الله يغضب إن تركت سؤاله


وإذا سألت بني آدم يغضب