تمكن علماء بريطانيون من تطوير خلايا الكبد بالمختبر لأول مرة عبر إعادة برمجة خلايا جذعية أخذت من الجلد البشري، ما يمهد الطريق أمام التوصل إلى علاجات جديدة لأمراض الكبد التي تفتك بالآلاف سنويا.
وقال العلماء من جامعة كامبريدج الذين نشروا نتائج دراستهم في جورنال أوف كلينيكال إنفيستيغيشن، إنهم تمكنوا أيضا من إيجاد سبيل لتجنب الجدل السياسي والأخلاقي بشأن الخلايا الجذعية الجنينية التي تمثل مشكلة في الولايات المتحدة.
وأشار العالم تامر راشد الذي أشرف على الدراسة في مختبرات كامبريدج إلى أن "هذه التقنية تتجاوز الحاجة إلى استخدام الأجنة البشرية".
وأضاف أن هذه الخلايا التي تم تطويرها جيدة كما لو كانت قد أخذت من خلايا الأجنة الجذعية.
والخلايا الجذعية التي تؤخذ من الأجنة أكثر أنواع الخلايا قوة ومرونة ولكنها مثيرة للجدل لأن مصدرها الأجنة البشرية التي لا يزيد عمرها عن بضعة أيام.
وأشار راشد إلى أن ثمة حاجة إلى البحث عن بدائل في ظل النقص الشديد في أعداد المتبرعين بأعضاء الكبد، وقال إن هذه الدراسة تزيد من البدائل سواء عبر تطوير عقار جديد أو استخدام علاج يقوم على الخلايا الجديدة.
وكان العلماء قد أخذوا عينات من الجلد البشري من سبعة مرضى يعانون من أنواع مختلفة من أمراض الكبد الموروثة، ومن أناس أصحاء لإجراء المقارنة.
ثم قاموا بإعادة برمجة الخلايا المأخوذة من عينات الجلد إلى نوع آخر من الخلايا الجذعية التي تدعى خلايا جذعية مستحثة متعددة القدرات (آي بي إس)، ومن ثم إعادة برمجتها لإنتاج خلايا كبد تحاكي مجموعة واسعة من أمراض الكبد التي تصيب المرضى المشتركين في الدراسة.
ولجأ العلماء أيضا إلى الأسلوب نفسه لإنتاج خلايا كبد سليمة من مجموعة المقارنة.
وقال راشد إنه كان من الصعب جدا في السابق إنتاج خلايا كبد في المختبرات، لذلك فإن هذا التطور سيمهد الطريق أمام مناخ جديد من البحث.
وتعليقا على نتائج هذه الدراسة، قال مارك ثيرز المتخصص في أمراض الكبد في إمبريال كوليج بلندن، إنها خطوة جوهرية قد تشكل مصدرا محتملا لخلايا كبد جديدة لمرضى الكبد.
ويعد مرض الكبد أهم خامس سبب للموت في الدول النامية بعد أمراض السرطان والجلطات وأمراض القلب والتنفس.
ومرض الكبد مسؤول عن وفاة 25 ألف أميركي سنويا، ويشير الخبراء إلى أن معدلات الوفيات في أوساط البريطانيين من متوسطي الأعمار تزداد بسبب أمراض الكبد بمعدل 8% إلى 10% سنويا.