* قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فيا رعاك الله:
اعلم إن الدعوة إلى الله أحسن كلمه تقال في الأرض وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة ومع الاستسلام لله الذي تتوارى معه الذات فتصبح الدعوة خالصة لله ليس للداعية فيها شأن إلا التبليغ، وما أروع ما قال ابن القيم رحمه الله " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" ثم يقول " هو المؤمن: أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى من أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحاً في إجابته فهذا حبيب الله هذا ولى الله".
· وفى سورة العصر كفاية سطر واحد في القرآن فيه كفاية لأصحاب المنهج الصحيح، قال تعالى : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر: 1-3).
· فكل واحد في خسر، كل إنسان في خسران إلا من كمل قوته العملية بالإيمان، وقوته العلمية بالعمل بطاعته، فهذا كماله في نفسه، ثم كمل غيره بوصيته له بذلك وأمره إياه به وبملاك ذلك كله وهو الصبر، فكمل نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح وكمل غيره بتعليمه إياه ذلك ووصيته بالصبر إليه.
· فالدعوة إلى الله سبيل النجاة لهذه الأمة إجمالاً، ولكل إنسان على التفصيل.
· قال تعالى: (قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً) (الجن: 22).
· فهذه القوله الرهيبة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تملأ القلب بجدية هذا الأمر ـ أمر الرسالة والدعوة إلى الله تعالى ـ، فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يؤمر بإعلان هذه الحقيقة الكبيرة (إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً) أي ملجأ أو حماية إلا أن أبلغ هذا الأمر وأؤدى هذه الامانة، فهذا هو الملجأ الوحيد وهذه هي الإجارة المأمونة.
· فلتعلم يا حبيب الله أنها ليست تطوعاً يتقدم به صاحب الدعوة، إنما هو التكليف الجازم الصارم الذي لا مفر من أدائه، فالله ورائه وكفى به شرفاً.
كل الخير في الدعوة إلى الله تعالى
· قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) (آل عمران: 110)، يقول الشيخ السعدي رحمه الله : "يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها التي أخرجها الله للناس وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك، وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالتهم وغيهم وعصيانهم، فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس، كما كانت الآية السابقة، وهى قوله: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) (آل عمران: 104).
أمراً منه تعالى لهذه الأمة، والأمر قد يمتثله المأمور ويقوم به، وقد لا يقوم به، أخبر في هذه الآية أن الأمة قد قامت بما أمرها الله بالقيام به وامتثلت أمر ربها واستحقت الفضل على سائر الأمم.
· لذا فبالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تحصل خيرية هذه الأمة، والخير في كل مسلم بحسب دعوته إلى الله، فكن من أخيار هذه الأمة ولا تكن من غيرهم
والحمد لله
اعلم إن الدعوة إلى الله أحسن كلمه تقال في الأرض وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة ومع الاستسلام لله الذي تتوارى معه الذات فتصبح الدعوة خالصة لله ليس للداعية فيها شأن إلا التبليغ، وما أروع ما قال ابن القيم رحمه الله " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" ثم يقول " هو المؤمن: أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى من أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحاً في إجابته فهذا حبيب الله هذا ولى الله".
· وفى سورة العصر كفاية سطر واحد في القرآن فيه كفاية لأصحاب المنهج الصحيح، قال تعالى : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر: 1-3).
· فكل واحد في خسر، كل إنسان في خسران إلا من كمل قوته العملية بالإيمان، وقوته العلمية بالعمل بطاعته، فهذا كماله في نفسه، ثم كمل غيره بوصيته له بذلك وأمره إياه به وبملاك ذلك كله وهو الصبر، فكمل نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح وكمل غيره بتعليمه إياه ذلك ووصيته بالصبر إليه.
· فالدعوة إلى الله سبيل النجاة لهذه الأمة إجمالاً، ولكل إنسان على التفصيل.
· قال تعالى: (قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً) (الجن: 22).
· فهذه القوله الرهيبة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تملأ القلب بجدية هذا الأمر ـ أمر الرسالة والدعوة إلى الله تعالى ـ، فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يؤمر بإعلان هذه الحقيقة الكبيرة (إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً) أي ملجأ أو حماية إلا أن أبلغ هذا الأمر وأؤدى هذه الامانة، فهذا هو الملجأ الوحيد وهذه هي الإجارة المأمونة.
· فلتعلم يا حبيب الله أنها ليست تطوعاً يتقدم به صاحب الدعوة، إنما هو التكليف الجازم الصارم الذي لا مفر من أدائه، فالله ورائه وكفى به شرفاً.
كل الخير في الدعوة إلى الله تعالى
· قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) (آل عمران: 110)، يقول الشيخ السعدي رحمه الله : "يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها التي أخرجها الله للناس وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك، وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالتهم وغيهم وعصيانهم، فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس، كما كانت الآية السابقة، وهى قوله: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) (آل عمران: 104).
أمراً منه تعالى لهذه الأمة، والأمر قد يمتثله المأمور ويقوم به، وقد لا يقوم به، أخبر في هذه الآية أن الأمة قد قامت بما أمرها الله بالقيام به وامتثلت أمر ربها واستحقت الفضل على سائر الأمم.
· لذا فبالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تحصل خيرية هذه الأمة، والخير في كل مسلم بحسب دعوته إلى الله، فكن من أخيار هذه الأمة ولا تكن من غيرهم
والحمد لله