كثير من الطيور تبني أعشاشها على التراب وتظل على قيد الحياة إما لأنها تحسن تخبئة عشها او تضعه في مكان أمين. فالقبرة والزقزاق تحب ان تعشش في الحقول وتخبيء عشها بين الأعشاب وأنواع متعددة من الطيور بما فيها الخرشنة تضع بيضها على الرمل أو بين الحصى مباشرة إلا أن هذا البيض تكون منقطة بشكل الحصى ويصعب رؤيتها وبعض الطيور مثل الغلموت تضع بيضها على نتواءات المرتفعات الصخرية ويتكون هذا البوض بمأمن من حيوانات مثل الثعالب إلا أنها لا تكون بمأمن من لصوص الجو مثل النقرس لذلك يكون البيض منقطة للتمويه وشكلها وليست مستديرة وذلك لكي تتدحرج وتتجمع إذا حركها شيء فلا تقع عن مرتفع . وغالبية البطريق كذلك تبني أعشاشها على الأرض منها ما يستخدم كومة من الحصى بمثابة عش بينما يستعمل البطريق الكبير رجليه بمثابة عش وبسبب برودة المناخ الذي تعيش فيه هذه الطيور يضع الطير بيوضه على رجليه ويسدل عليها طية من جلدة لتظل دافئة.
رعاية الصغار:
تبذل معظم الطيور مجهودا كبيرا في رعاية صغارها بادئة بالاهتمام بالبيض ومكرسة أكثر وقتها لإطعام الطيور وحمايتها بعد ولادتها وهي تفعل كل ذلك بالغريزة فالغريزة هي التي تجعل الطائر الصغيرة وزوجها يقومان بأكثر من 500 رحلة يوميا لإيجاد غذاء للصغار أو تجعل البطريق الكبير يصوم شهرين في الشتاء لكي يحافظ على حرارة البيض الذى يحضنه أثناء صقيع القطب الجنوبي المميت.
كثير من الطيور لا يضع إلا بيضة واحدة في موسم التناسل ويشمل هذا العديد من الطيور التي تعتني بصغارها مع رهط من صغار أمثالها مثل الأطيش وطيور الأوك وثمة طيور تضع عددا كبيرا من البيض مثل أنثى الحجل التي قد تضع عددا كبير يصل إلى 16 بيضة ومن الطبيعي أن لا تفقس كلها وتنمو وتصبح بالغة و إلا لكانت غزت العالم منذ زمن بعيد . معظم طيور الحدائق تضع 4 أو 5 بيضات مثل أبو الحن والسنونو والسمن والدوري والنعامة أكبر طير في العالم والتي تضع أكبر البيض حجما وقد تضع 12 بيضة كلا منها اكبر من بيضة الدجاج بـ 24 مرة . وأصغر بيضة هي التي تضعها أنثى عصفور النحل الطنان وهو أصغر عصفور وطول البيضة حوالي سنتيمتر وتضع الأنثى اثنتين منها . والألبطروس المتجول وهو صاحب أطول جناحين بين الطيور قاطبة لا يضع إلا بيضة بينما تضع الدعويقة وغيرها من العصافير الصغيرة بين 7 و 11 بيضة. وعدد البيض التي يضعها الطير تتوقف على توفر الغذاء فبعض أنواع البوم لا تضع بيضا إلا إذا كان هناك من الفئران وحشرات الحقل ما يكفي لغذاء الصغار .
معظم الطيور تحتضن بيضها أي تجثم فوقه لتظل دافئة فتنمو الصغار داخلها إلى ان تفقس ولبعض الطيور الأخرى طرق تختلف مثلا الطيور البحرية تستخدم أقدامها الدافئة بينما أنواع غيرها تدفن البيض في كومة من النباتات المهترئة الدافئة أو في التراب او الرمل الدافيء وطور الحضانة قد يدوم من عشرة أيام لبعض الطيور إلى 80 يوما .
بعض أنواع الطيور لا تعتني بصغارها على الإطلاق بل تسخر لذلك أنواعا أخرى وأكثر هذه الأنواع شيوعا في أوروبا هو الواقواق ويوجد شبيه له في أميركا اسمه طير البقر وآخر في أفريقيا هو دليل المناحل. ففي موسم التوالد تختار أنثى الوقواق عش أنثى من أحد أصناف الطيور وتراقبها فإذا تركت هذه العش حطت أنثى الوقواق مكانها حالا ووضعت بيضة في العش ، وإذا تيسر لها الوقت الكافي أزاحت ما استطاعت من البيض الأخر قبل رجوع الأنثى الأصلية ثم تطير أنثى الوقواق ولا تعود ترى البيضة التي وضعتها. أما الأم المستعارة فتحضن البيضة وتفقسها وتطعم الوقواق الصغير واضعة الغذاء في منقاره بالغريزة وقد يكبر صغير الوقواق ويصبح حجمه اكبر من حجم الأم التي تتولى إطعامه ولا يطول به الأمر حتى يدفع صغار الطير الأخرى في العش لأنه أكبر وأقوى منها ويظل وحده متمتعا بالغذاء الذي تأتي به الأم وينمو بسرعة وفي اقل من أسبوعين يصبح مستعدا للطيران مسلحا بكل ما حبته به الطبيعة من قدرة على البقاء.
الأمومـــة:
أن جميع أنواع الطيور تنتف ريشها فى منطقة البطن حتى تتعرى ويصبح جسمها ملائما لعملية التحضين للبيض. وعادة يتم ذلك فى فترة اقتراب موعد التحضين. وتتعرى الطيور فى تلك المنطقة إلا من الأوعية الدموية التى ترفع حرارة الجلد وتسمى تلك البقع ببقع الحضانة. كما أن كثير من الطيور تقلب بيضها كل 12 ساعة ليضبط البيض على البقع الحاضنة تماماً.
تقوم الطيور بجمع يرقات ودود الحشرات وبذور الثمار وتضع الأكل فى فم صغارها والكثير من الطيور تقوم بمضغة جزئيا ويضعها الطير فى حويصلته فيمد الصغار مناقيرها لداخل الحويصلة وتتغذى بها.
يضع طائر البطريق بيضة واحدة يحضنها الذكر بوضعها على قمة قدمه ثم يتقوس جسمة ليلامسها ببطنه حيث الجلد الحار وذلك لمدة شهرين.
أن الأمومة عند الطيور تعنى الحنان والجهد والتضحية لحد إزهاق الروح فى سبيل الحفاظ عليها. فنجد طير أبوقير تدخل أنثاه فى نقرة شجرة وتضع بيضها فيأتى الذكر ويطلى النقرة بالطين ولا يدع الاكوه ضيقه تكاد لا ترى مع ترك فتحة تسع لعنق أنثاه الحبيسة ليدخل منها الغذاء لها إلى أن يفقس البيض. وقد تحمل الطيور صغارها على ظهرها
أما طائر قناس المحار عندما يحس بإقتراب الخطر على صغارة يجرى على الأرض يجر جناحه المتدلى متصنعاً الإصابة بعيداً عن العش وإلى أن يقطع مسافة يشعر فيها أن عشه صار فى آمان يرفرف بجناحيه وينطلق هارباً فما له من ماكر.
تعلم الطيور أولادها الطيران بإلقائها من علو داخل العش. والهدهد يقتل أضعف فراخه ويعتنى بالباقى. إن الأمومة فى الطيور لهو عالم ساحر لكل مُتدبر متفكر فى خلق الله ويا لها من آية من آيات الله فى خلقه فهل من متدبر.