كنت قد عقدت النية على ألا أمر من هناك مرة اخرى كي لا تهزمني الذكريات وفعلت ولكن لم يستمر هذا طويلا ولم استطع إلا ان اذهب
اجتاحني شعور طاغ بالحنين عند مروري في المنطقه التي تتواجد بها وبالرغم من انني من قرر البعاد واختار الرحيل وجدتني أتأملها بأسى
عرفتها بعد رحلة غير قصيرة من البحث وسط مثيلاتها وتطورت الأمور في سرعة لا تحدث في الظروف الطبيعية
تلاقت رغباتنا . وجدت فيها مايحقق لي طموحي انذاك ووجدت فيّ ارتقاء لمستواها واعلاء لمكانتها
اتفقنا على التفاصيل وتم ما كنت اتمناه حينها واتخذت مكاني وسارت الدنيا فيما كان مقدرا لي حدوثه
لم ازرها بعدها سوى مرة واحدة عندما قررت الرحيل وكان الفاصل الزمني بين المرتين حوالي عام كامل او اكثر قليلا
اذكر المره الاولى جيدا وتفاصيلها تكاد تتمثل امامي كأن الزمن عاد بي الي الوراء
كل شئ حدث بسرعة لم استوعبها
كنت اطير فرحا بعدما وجدت فيها ضالتي – او هكذا خيل لي - .
استفدت منها كثيرا لا استطيع النكران
اعطتني المال والمركز الاجتماعي – امام من يحيط بي على الاقل – ولكنها سلبتني طموحي وتملكت ارادتي
اخذت مني راحة البال واستبدلتها بارهاق جسدي وذهني اصبح صفه اساسيه في تكويني
بعد اسبوع واحد ظهرت الحقيقه واستيقظت من حلم لم يستمر حتى ليتضح معالمه واكتشفت ان ما احصل عليه من مميزات لا يتناسب مع ما اقدمه من تنازلات –بالنسبه لي على الاقل – وانا من يعيش التجربه واتعامل مع احداثها ومن يقرر ذلك بالتأكيد
ضغطت على نفسي لأتأقلم مع الوضع حتى لا اتهم بالفشل في اول تجربة ولكن كل منا له طاقة معينة
عشت لمدة عام كامل أحسب الايام والساعات. كم تبقى لي من راحة وكم فات عليا من عذاب . لم استطع الاستمرار اكثر واتخذت قراري بالرحيل
اذكر ايضا يوم اخترت النهاية . كنت في قمة النشوة واستغرب من حوالي هذا الشعور واستنكروه
كنت سعيدا لأني استجمعت ارادتي في النهاية واتخذت قرار كان من وجهه نظر الاخرين متسرع وكان بالنسبه لي – وقتها – متأخر لاكثر من عشرة شهور
اذكر اني احسست بها تقول لي اذهب وانت الخاسر فغيرك آلاف يتمنى نصف ماتملكه الآن . غيرك يتمنى أقل كثيرا مما انت عليه واعدك – والكلام مازال لها – ان اليوم لن يمر الا وهناك من يشغل مكانك وكانت صادقة ولم يكن لدي ادنى شك من حدوث هذا فمثلها لا يتوقف عند فرد كثيرا فكل مايشغلها ومثيلاتها امور مادية بحتة تعتمد على المكسب والخساره لكنها لا تعترف بشئ اسمه الراحة النفسيه
لم يعنيني ماقيل ولم اهتم فمن يبيع لا يفكر كثيرا فيما ترك ورائه او فيمن يحل محله ويأخذ مكان كان حتى وقت قريب مكانه
رحلت ومعي ذكريات غالية وخبرات حياتية واحلام تهدمت على صخرة الواقع
والآن وبعد مضي ما يقرب من 6 اشهر منذ ذلك اليوم وجدتني أمامها
لم اتمالك مشاعري وغلبني احساسي بالحنين فأنهرت امامها
وانتابني شعور بالندم
ندم على ماتركت
ولها اقول:
شركتي السابقة ....... شغلي القديم
وحشتوني