ا ن ما يحصل اليوم هو امتداد الى انهاء الشعائر الحسينية وجعلها في خانة ضيقة تتمحور حول الحديث عن الحسين كشخص والبكاء على المصيبة وكيف اجعل اصنع من الجمهور سيل من الدموع بكثرة الى الانهيار النفسي وبطبيعة الحال ان البكاء على الحسين هي سنة لايمكن انكارها ولكن ليس بهذا المعنى الذي يقدمونه الخطباء في الاعلام الاحتكاري الذي خصص لاشخاص وما عداهم فعليه ان يدفع واما يهمل ولا شهرة ولا ذكر له اعلام احتكاري بمعنى الكلمة فتجد اعظم خطباء المنابر هم في الوحل لا احد يعرفهم ولكن الخطباء المتصدين هم ليس خطباء بل نعاة فقط فلا احدهم يصلح ابدا الى خطيب لانه لا يعرف يبدع ابدا في موضوع معين ا في اختصاصه وهو النعي اما فالبعض هم خطباء لكنهم قليلي الحظ ولا لديهم المال والحزب القنواتي لان القنوات اصحاب لاحزاب وان المستوى الخطابي من الاحسن الى الادنى فتجد في الزمن الماضي كان الخطباء علما فلا يرتقي المنبر الا ان يكون عالما بكل شيء غير طائفي وكثير من الصفات الا ان الاعلام برَّز شخوص ليس اهلا لها وضيق على شخوص فتجد الشيخ الوائلي رحمه الله عميد الخطابة الحسينية خطابه يبقى مدرسة الا ان الحاليين لم يرتقوا الى خطابته ابدا مع العلم ان العلم في تطور وانه حتما من ادنى الى اعلى الا ان هؤلاء جمدوا القضية الحسينية الى بكاء وحولها من صبغتها الحقيقية الى تقاليد لا بد منه امثال الخرافات والاساطير واضرب لك مثلا ( ان في اغلب المواكب يستخدومن شعلة نارية في مقدمة الموكب وهذه اصبحت واجبة ) وانها بكل تاكيد هي خرافة من الخط السفياني اليزيدي وادخلوها في غير معنى وحولوا الفكرة الى اسطورة
فيجب ان يعلن الناس صحوتهم الحسينية وا فلا فالى هلاك والى تدهور لا ينفع البكاء مع الفساد ولا ينفع النوح واللطم مع الكبائر ومن هذه الكبائر هي تحويل الخط الحسيني الى اسطورة وليس الى قضية رسالية ومنهج فكري وعلمي و ودراسة واطروحة عالمية تحمل في طياتها رسالة في بذل النفس في سبيل الدين وعدم الرضوخ والخنوع للمفسدين فقدمت لنا واقعة الحسين عبرة للاجيال وصورة اخلاقية جميلة فداء ووقوف وعزيمة وايمان بالله الا اخر لحظة

والصورة الاخرى صورة الوحش والمجرم والسفاح والظالم والفاسد
فيجب ان يكون الخطيب داعية للتوحيد لا داعية للتشتيت والتفرقة وماجج للحرب والتال الاهلي فتجد الان الصناعة الخطابية الحديثة هي كيف يكون هجومي وكيف يسجل الهدف على السعودية وبالخصوص السعودية نعم انه تحريك للطائفية والتغرير بالعقول الضعيفة العقائد القوية العاطفة
فيذهب ذلك الدور الحسيني الحقيقي والرسالي الى معنى البكاء والعويل والنوح واذا اصبحت قضية الحسين بهذا المعنى وتتجمد على هذا المضمون الذي يريدونه الخطباء فانه رسالة خطيرة الى المذهب الحقيقي مذهب الامامية مذهب الرسالة والدين والاخلاق والعلم والانصاف للمظلومين والقص من الظالمين
فحولوا الصبغة الحسينية الى نائبة بكائية بدون ذكرة وتذكير وعِبْرَة وعَبْرَة وجعله كما يعرفون العرب القدامى فعندما يبكي يقول له لا تبكي انه ليس من شيم الرجال البكاء للنساء فيصنعون هؤلاء الخطباء من الانسان ورسالته وماذا يراد منه في الواقع الحالي فياتي بوجهة البكاء والنوح ومما ممهد لهذه القضية هي الحكومة الحالية فانت قبل في زمن صدام حسين كانت الاهداف واضحة والحديث عن الحسين معناه ثورة ضد الظالمين وسرعان ما تغيرت الفكرة من فكرة حسينية وخلودها بالتضحيات والوقوف امام المفسدين فتحول المجتمع معها تدريجا نتيجة للحكم الديموقراطي الجديد ومن اساليب هذا الحكم الديموقراطي امام المتصدين للخطابة الحسينية هي :
كل خطيب يمر بمحافظة او مدينة معينة فيتم استدعاءه الى قيادة الشرطة او المحافظ الكائن بها فيدعى الخطيب على شكل دعوة عشاء وبكل تاكيد ان تلك الدعوة مثمرة بالاكل والنعيم الذي سيصب عنده وكذلك تجد الضباط والمسؤلين يقبلون بالسيد او الشيخ وهكذا وبعد نهاية المطاف يعرضون عليه نقاط عدم تجاوزها فمنها عدم التحدث عن السياسة او مس المسؤليين او اي شيء يحرك الشارع علينا لانه تعلم يا شيخنا العزيز ويا سيدنا ومولانا انه يحدث بلبلة وهذه تعلم ان العراق يقف على ساق من تلك الاحزاب المعادية للحكومة والمعارضة لها فهذه ستدخل لنا امر لا نرتجيه وانت تعلم ان قضية الحسين لادخل لها بالسياسة قضية بكاء ونوح وعبرة اعطهم دروسا عن فروعهم عن الصفات الحسنة ومنها الصمت والسكوت لانهما ذهب اذا كان الكلام فضة .. فيأتي الشيخ موقعا على جميع الشروط وليس فقط هذا فياتي ممجدا لهم ويبحر بقضيته فتسمع الشارع العراقي (((والله اليوم الشيخ المهاجر بجانا هواية والصافي اكثر ادور نمشي لصافي لانه يجعلنا نبكي كثيرا
اما الشيخ الابراهيمي فهو اذا اردنا ان نتونس ونفره عن كابتنا نذهب اليه لانه ياتي بنكات جميلة يضحكنا فيها ))))
تحولت القضية العالمية والرسالة السماوية التي اتى بها الرسول صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته الى قضية عاطفية وتركها جملة وتفصيلا واخذ الدمعة فقط وفقط نعم سوف نكون مثال لقول الشاعر
انما الامم الاخلاق ما بقيت ................. فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا
فان ترك المعنى الحقيقي من رسالة الحسين فان القوم قد ذهب الى سفال