رايتها تمشي بين الورود فسألتها من اي بستان انت؟
فاجابت بصمت الردود عن اي شيء تسال يا هذا؟
فلاحقتها عينيي كفراشة بين الورود بالله من اين انت؟
فاجابت :انا من بستان البرتقال والزيتون فلما تسال يا انت؟
فخالجني التيه بالدروب وغصصت بالرد عما تسأل
ووقفت تنتظر ردي خلف الحدود كزهرة استنشقت الشمس فنسجت حولي سياجا من عبق الورد والنور
فاستجمعت ما بقي مني من جمود فقلت: انا باحث في علم الزهور
عالم في فن الجمال والنور
متصوف في غرائب الزهر والعود
فقالت رويدك... مالي ومال هذه العلوم فاسال عنها الجدود
فقلت هم وصفوها ولم يردوها
وأنا اراها فعجزت عن الورود
فسالتني ماذا وجدت بعد كل هذه العلوم؟
فقلت: لم ارى في بحثي مثلك في الوجود
فقالت :مثلي الوف
فقلت :ربما لمن يرا بالعين لا بعين قلب مشغوف
فتفتحت منها وردتين فكأنما انبثق منهما بستاني ورود
فقلت: ارحمي من مكان بالورود مشغوف
فسالتني من اين يا انت؟
فقلت من ارض عبقها الياسمين واريج وفل واكليل
فقالت وما جاء بك عندنا
فقلت الهوى والماء والوجه الحسن
فاخذنا صمت الى ابعد حدود
توحدت دقات قلوبنا بنبضة تولدت من غير وجود
وتعانقت اعيننا كتعانق القطر للزهر اول البزوغ
وبت اسير تربتها وهوائها وعليل مابها من زهور
فعشقتها ولم المسها
وهمت بها ولم اراها
ولكني اسمعت العالمين عن جمالها وبريق رونقها
فصرت استنشق عودتها واستشعر قرب بعدها
فالى متى انتظر والى اي مدى ببعدها ساحتتضر
فمن منكم عنده علم يخبرني برد يحي فيني اسئلة بلا ردود؟