محللون: "أسطول الحرية" يضع أوباما بين المطرقة والسندان - الكذب مُكدَّس على الطرقات!
الجمعة 4/6/2010
الجمعة 4/6/2010
واشنطن ـ وكالات الأنباء - وجدت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما نفسها بين السندان والمطرقة في الخلاف بين حليفتي بلاده تركيا واسرائيل والناجم عن الهجوم الذي شنته القوات الاسرائيلية على سفينة مساعدات تركية كانت متوجهة الى قطاع غزة، كما يؤكد محللون.
وفي الاونة الاخيرة شهدت العلاقات الاميركية التركية توترا بسبب سياسة انقرة تجاه ايران، ويخشى ان يزداد هذا التوتر عقب الهجوم الاسرائيلي على السفينة التركية "مرمرة" التي كانت تحمل مساعدات لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، مما ادى الى مقتل تسعة نشطاء على الاقل.
ورأى المحللون ان الهجوم الذي شنته القوات الاسرائيلية في المياه الدولية على الاسطول الذي دعمته تركيا في تحد للحصار البحري الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة، يشير الى مساعي تركيا المتزايدة لتحديد نهجها الخاص في الشرق الاوسط.
وعلى عكس التنديد الحاد الذي وجهه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى اسرائيل، فان اوباما امتنع الثلاثاء عن ادانة الدولة العبرية وسعى الى التواصل مع تركيا.
واتصل اوباما باردوغان معزياً بضحايا الهجوم الذين يعتقد ان اربعة من بينهم اتراك، وقال ان واشنطن تعمل مع اسرائيل مع اجل الافراج عن السفن وركابها.
وسعى مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية الى التأكيد على ان الاجتماع الذي استمر ساعتين في واشطن الثلاثاء بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي احمد داود اوغلو كان لقاء جيداً بين حلفاء.
واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان "وزيري الخارجية اكدا على اننا اصدقاء تركيا واصدقاء اسرائيل وسنتعامل مع المسألة بوصفنا حلفاء واصدقاء مقربين".
الا ان ستيفن كوك المحلل في مجلس العلاقات الاجنبية قال "عندما يكون علينا الاختيار، فاننا سنكون اقرب الى الاسرائيليين منا الى الاتراك في العديد من المسائل".
واضاف ان "الاختلاف الاكبر يتعلق بحماس".
وقال الرئيس التركي عبد الله غول هذا الاسبوع انه يجب عدم استبعاد حماس من عملية السلام، مؤكداً ضرورة حصول مصالحة بين الفلسطينيين.
الا ان الولايات المتحدة وشركاءها الدوليين يطالبون حماس بالاعتراف بحق اسرائيل في الوجود اولاً، ونبذ العنف ضد الدولة العبرية والقبول بالاتفاقيات السابقة الموقعة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وقال كوك ان "الاتراك اصبحوا ينافسون واشنطن على مكانة في الشرق الاوسط".
وجرت مؤخرا مواجهة بين تركيا والبرازيل من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى، بسبب رفض واشنطن اتفاقا توصل اليه البلدان في 17 ايار/مايو بشأن تبادل اليورانيوم الايراني.
واكد كوك ان تركيا والولايات المتحدة تختلفان كذلك في سياستهما بشأن سوريا التي تدعم حماس وحزب الله الشيعي اللبناني.
وقال كوك "حدثت تغيرات في العالم (...) والاتراك يحسبون مصالحهم بطريقة تختلف عن طريقتنا".
واوضح ان الاتراك انفسهم "يلعبون دورا يزداد نفوذا وليسوا مستعدين بالضرورة للتمسك بالقواعد التي ارسيناها".
وقال ان الاتراك "مستعدون لتخطي هذه القواعد وكسرها في بعض الاحيان".
اما المحللة مارينا اوتاواي من معهد كارنيغي فقالت ان "المسألة الاكثر حساسية هي "كيف سيؤثر الهجوم على العلاقات الاميركية-التركية علما بأن البلدين يريان مصالحهما في الشرق الاوسط بشكل مختلف".
واكدت ان العلاقات بين البلدين "تقف عند منعطف حرج لان تركيا مستاءة من رفض واشنطن للاتفاق النووي مع ايران الذي تم بوساطة تركيا والبرازيل".
واضافت ان "العلاقات ستزداد سوءا اذا فهمت تركيا من رد الفعل الاميركي على حادث (الاثنين) ان الولايات المتحدة توافق على افعال اسرائيل. على واشنطن ان تفكر بحذر في الآثار الطويلة المدى لرد فعلها".
الكذب مُكدَّس على الطرقات! * رمزي حكيم * في "أسطول الحريّة"، كما في كل المجازر التي تأتي كشكل لجنون العربدة الإسرائيلي، يحاول المجرم أن يغيب في الحادثة ويمحي، وأن يُحوِّل الموضوع الى إمكانيات تأويل لا حدود لها. إسرائيل الرسمية تورطت. نقطة. وهي غير قادرة الآن، بعنجهيتها المعتادة، أن تعترف بحجم الورطة. لذلك نراها تلجأ الى اختلاق روايات لا أساس لها، كان أسخفها ما ردده رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي إتّسم بالعصبية التي بدت ملامحها على تقاطيع وجهه، من أن رواد "أسطول الحرية" هم الذين بادروا الى مهاجمة الجنود الإسرائيليين وهم الذين فتحوا النار أولاً. الكذب الإسرائيلي مُكدَّس على الطرقات وعلى قنوات التلفزة. واسرائيل الرسمية مرتبكة. تكذب الكذبة، وكعادتها تصدقها. لكن هذه المرة الكذبة أكبر، بكثير، من أن يجري تصديقها وترديدها. لذلك امتنعت أغلب شبكات التلفزة العالمية من ترديد ما قاله نتنياهو. وليس هذا فقط. بل وسائل الإعلام الاسرائيلية، المرئية والمسموعة والمقروءة، لم تتعامل مع كلام نتنياهو بجدية. وتركته، بعد ساعة تقريبًا، حبرًا على ورق خارج حدود الشاشة أو الصحيفة أو المذياع. الماكينة الإعلامية الإسرائيلية كأنها خارج المكان والزمان. المكان: مياه دولية. الزمان: فجرًا. هي – اسرائيل – تقوم بعملية قرصنة إرهابية نألف لديها مثيلاتها، وكأننا، معها، نعود الى الفوضى التي يبدأ منها كل شيء. لم يعد أي دور أو امكانية او معنى لكي لا تكون اسرائيل كما كانت في الماضي. هذه هي المؤسسة الإسرائيلية على حقيقتها، بالتمام والكمال. ولم يعد هناك من إمكانية للتعامل معها الا بوصفها عبئًا على العالم بلا حدود، شكلاً لا يحدد شكل الجريمة أو حجمها فحسب، انما يتشكل فيها ومعها، ويترك للفوضى ولجنون العربدة والقرصنة أن تقول. عندها، قد يبدو أن الصبر العالمي بدأ ينفذ في لا تحمّل العنجهية الإسرائيلية الجديدة. لذلك يعود "أسطول الحريّة" الى كونه عملية قرصنة إرهابية لا تعطي سوى صورة ذلك الجلاّد المناوب الذي يعيشه الإسرائيلي العبري، صورة، على ما يبدو، كان المقصود منها أن تقوم بمهمة "توحيد" الإسرائيلي وقيادته الى الإطمئنان على حاله وأن "المؤسسة الأمنية" تحميه من خلال عربدة مخطط لها مسبقًا، يُراد لها أن تتعاظم، وأن تصبح سيّدة الموقف التي تتخلى طوعًا عن منطق الأشياء وتتجه نحو "خلِّي السيف يحكي". وبالتالي تترك العلاقات تنظِّم نفسها في حدود الغطرسة ولغة القوة، بينما النتيجة كانت عكسية: لقد انفرطت من جديد وتشكلّت في وحدة لا أسم لها سوى الفضيحة - فضيحة الرغبات وفضيحة المواقف، وفضيحة العقلية المتحكمة. ربما، يتم اكتشاف الفضيحة على مهل، وبالتالي لم يعد للإسرائيلي العبري سوى أن يصبح اشكالية محددة في زمانها وفي راهنية المشكلات التي تخلقها للعالم. الاسرائيلي، بهذا المعنى، هو الجلاّد الأوّل، لا ينوجد الا ليكون داخل عالم لا يستطيع، حتى الآن، القبض عليه. لكنه – العالم – بدأ يُظهر بوادر تمَلمل، في حين أن الإدانات المتزايدة لم تعد تكفي، وهي انعكاس للكيل بمكيالين، وتأشيرة لإسرائيل للتفكير بالجريمة القادمة، ما دامت ردود الفعل متوقفة عند حدود الإدانة اللغوية، وهكذا يتزايد العُهر الاسرائيلي وتتزايد الضحايا فيما تكتشف اسرائيل وجهها ولغتها في الأكاذيب التي لا تنتهي. |
ورأى المحللون ان الهجوم الذي شنته القوات الاسرائيلية في المياه الدولية على الاسطول الذي دعمته تركيا في تحد للحصار البحري الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة، يشير الى مساعي تركيا المتزايدة لتحديد نهجها الخاص في الشرق الاوسط.
وعلى عكس التنديد الحاد الذي وجهه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى اسرائيل، فان اوباما امتنع الثلاثاء عن ادانة الدولة العبرية وسعى الى التواصل مع تركيا.
واتصل اوباما باردوغان معزياً بضحايا الهجوم الذين يعتقد ان اربعة من بينهم اتراك، وقال ان واشنطن تعمل مع اسرائيل مع اجل الافراج عن السفن وركابها.
وسعى مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية الى التأكيد على ان الاجتماع الذي استمر ساعتين في واشطن الثلاثاء بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي احمد داود اوغلو كان لقاء جيداً بين حلفاء.
واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان "وزيري الخارجية اكدا على اننا اصدقاء تركيا واصدقاء اسرائيل وسنتعامل مع المسألة بوصفنا حلفاء واصدقاء مقربين".
الا ان ستيفن كوك المحلل في مجلس العلاقات الاجنبية قال "عندما يكون علينا الاختيار، فاننا سنكون اقرب الى الاسرائيليين منا الى الاتراك في العديد من المسائل".
واضاف ان "الاختلاف الاكبر يتعلق بحماس".
وقال الرئيس التركي عبد الله غول هذا الاسبوع انه يجب عدم استبعاد حماس من عملية السلام، مؤكداً ضرورة حصول مصالحة بين الفلسطينيين.
الا ان الولايات المتحدة وشركاءها الدوليين يطالبون حماس بالاعتراف بحق اسرائيل في الوجود اولاً، ونبذ العنف ضد الدولة العبرية والقبول بالاتفاقيات السابقة الموقعة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وقال كوك ان "الاتراك اصبحوا ينافسون واشنطن على مكانة في الشرق الاوسط".
وجرت مؤخرا مواجهة بين تركيا والبرازيل من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى، بسبب رفض واشنطن اتفاقا توصل اليه البلدان في 17 ايار/مايو بشأن تبادل اليورانيوم الايراني.
واكد كوك ان تركيا والولايات المتحدة تختلفان كذلك في سياستهما بشأن سوريا التي تدعم حماس وحزب الله الشيعي اللبناني.
وقال كوك "حدثت تغيرات في العالم (...) والاتراك يحسبون مصالحهم بطريقة تختلف عن طريقتنا".
واوضح ان الاتراك انفسهم "يلعبون دورا يزداد نفوذا وليسوا مستعدين بالضرورة للتمسك بالقواعد التي ارسيناها".
وقال ان الاتراك "مستعدون لتخطي هذه القواعد وكسرها في بعض الاحيان".
اما المحللة مارينا اوتاواي من معهد كارنيغي فقالت ان "المسألة الاكثر حساسية هي "كيف سيؤثر الهجوم على العلاقات الاميركية-التركية علما بأن البلدين يريان مصالحهما في الشرق الاوسط بشكل مختلف".
واكدت ان العلاقات بين البلدين "تقف عند منعطف حرج لان تركيا مستاءة من رفض واشنطن للاتفاق النووي مع ايران الذي تم بوساطة تركيا والبرازيل".
واضافت ان "العلاقات ستزداد سوءا اذا فهمت تركيا من رد الفعل الاميركي على حادث (الاثنين) ان الولايات المتحدة توافق على افعال اسرائيل. على واشنطن ان تفكر بحذر في الآثار الطويلة المدى لرد فعلها".