لا أقل من المساواة القومية واليومية
الاتحاد
الأربعاء 9/6/2010
نشرت صحيفة "هآرتس" أمس خبرًا مفاده أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى، مؤخرًا، تعديلاً على وثيقة "إستراتيجية الولايات المتحدة للسياسة الخارجية"، بالدعوة إلى "ضمان حقوق كافة الإسرائيليين في إطار حل الدولتين". وهو، على الأرجح، تعديل يُقصد به المواطنون العرب الفلسطينيون، أهل البلاد الأصليون الذين صاروا أقلية قومية في دولة إسرائيل، رغم عدم الإشارة الصريحة لذلك في الوثيقة الأمريكية.
ومع أنّ هذا التعديل لا يرتقي إلى مستوى التهديدات، الوجودية حقًا، على بقاء وحقوق ومستقبل الجماهير العربية الباقية في وطنها، فإنه يمثل تقدّمًا على الموقف الرسمي الأمريكي السابق، الداعي إلى "دولة يهودية مستقلة". وتزداد أهمية هذا التقدّم النسبي في موقف واشنطن في ظل التضليل الديماغوغي المنهجي الإسرائيلي، الذي يحاول ابتزاز اعتراف دولي وعربي وفلسطيني بـ"يهودية الدولة"، وهو ما كنا أشرنا إليه مؤخرًا في سياق زيارة وفد الجماهير العربية إلى ليبيا واللقاء مع رئيس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية.
لقد كان حزبنا الشيوعي أول من رفض "يهودية الدولة"، منذ سبعينات القرن الماضي (راجعوا المؤتمر الـ18 عام 1976)، وأول من أوضح الفارق الجوهري، بل الجوهري جدًا، بين أن تعبّر دولة إسرائيل، ضمن حل الدولتين، عن حق تقرير المصير للشعب اليهودي الإسرائيلي، من جهة، وبين أن تكون إسرائيل "دولة يهودية" بما يمس بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وعودتهم وبما يحرم جماهيرنا العربية من حقوقهم القومية والمدنية، من جهة ثانية. وأكدنا دومًا، وها نحن نؤكد اليوم، أن حقوق جماهيرنا، شأنها شأن مواطنتها، مشتقة من انتمائها الأصيل لهذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه.
إن برنامج المساواة القومية والمدنية – الذي طرحه الحزب بعد يوم الأرض الخالد عام 1976، وصُقل أكثر فأكثر في المؤتمر المحظور عام 1980 وفي مؤتمر المساواة عام 1996، وانطلقت منه معظم "وثائق التصوّر" عام 2006 و2007 – كان وما زال الطرح الأقوى والأشمل والأرقي لتثبيت الحقوق التاريخية والوطنية القومية واليومية للجماهير العربية الفلسطينية المواطِنة في دولة إسرئيل.
وواجبنا اليوم هو التمسّك أكثر بهذا الطرح وبهذه الحقوق وبهذا الطريق، وصون وتطوير الآليات الكفاحية والنضالية التي اجترحناها على مدار 62 عامًا. فهذه الجماهير هنا لتبقى وتتجذّر وتتطوّر على أرض الآباء والأجداد، موفورة الكرامة والحقوق، وليشرب العنصريون الفاشيون من بحر غزة ويافا وحيفا وعكا.
الاتحاد
الأربعاء 9/6/2010
نشرت صحيفة "هآرتس" أمس خبرًا مفاده أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى، مؤخرًا، تعديلاً على وثيقة "إستراتيجية الولايات المتحدة للسياسة الخارجية"، بالدعوة إلى "ضمان حقوق كافة الإسرائيليين في إطار حل الدولتين". وهو، على الأرجح، تعديل يُقصد به المواطنون العرب الفلسطينيون، أهل البلاد الأصليون الذين صاروا أقلية قومية في دولة إسرائيل، رغم عدم الإشارة الصريحة لذلك في الوثيقة الأمريكية.
ومع أنّ هذا التعديل لا يرتقي إلى مستوى التهديدات، الوجودية حقًا، على بقاء وحقوق ومستقبل الجماهير العربية الباقية في وطنها، فإنه يمثل تقدّمًا على الموقف الرسمي الأمريكي السابق، الداعي إلى "دولة يهودية مستقلة". وتزداد أهمية هذا التقدّم النسبي في موقف واشنطن في ظل التضليل الديماغوغي المنهجي الإسرائيلي، الذي يحاول ابتزاز اعتراف دولي وعربي وفلسطيني بـ"يهودية الدولة"، وهو ما كنا أشرنا إليه مؤخرًا في سياق زيارة وفد الجماهير العربية إلى ليبيا واللقاء مع رئيس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية.
لقد كان حزبنا الشيوعي أول من رفض "يهودية الدولة"، منذ سبعينات القرن الماضي (راجعوا المؤتمر الـ18 عام 1976)، وأول من أوضح الفارق الجوهري، بل الجوهري جدًا، بين أن تعبّر دولة إسرائيل، ضمن حل الدولتين، عن حق تقرير المصير للشعب اليهودي الإسرائيلي، من جهة، وبين أن تكون إسرائيل "دولة يهودية" بما يمس بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وعودتهم وبما يحرم جماهيرنا العربية من حقوقهم القومية والمدنية، من جهة ثانية. وأكدنا دومًا، وها نحن نؤكد اليوم، أن حقوق جماهيرنا، شأنها شأن مواطنتها، مشتقة من انتمائها الأصيل لهذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه.
إن برنامج المساواة القومية والمدنية – الذي طرحه الحزب بعد يوم الأرض الخالد عام 1976، وصُقل أكثر فأكثر في المؤتمر المحظور عام 1980 وفي مؤتمر المساواة عام 1996، وانطلقت منه معظم "وثائق التصوّر" عام 2006 و2007 – كان وما زال الطرح الأقوى والأشمل والأرقي لتثبيت الحقوق التاريخية والوطنية القومية واليومية للجماهير العربية الفلسطينية المواطِنة في دولة إسرئيل.
وواجبنا اليوم هو التمسّك أكثر بهذا الطرح وبهذه الحقوق وبهذا الطريق، وصون وتطوير الآليات الكفاحية والنضالية التي اجترحناها على مدار 62 عامًا. فهذه الجماهير هنا لتبقى وتتجذّر وتتطوّر على أرض الآباء والأجداد، موفورة الكرامة والحقوق، وليشرب العنصريون الفاشيون من بحر غزة ويافا وحيفا وعكا.